الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (١) ويكثر فىٍ بقية طوافه من الذكر والدعاء ومنه "اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا (٢) وذنبا مغفورًا، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم" ويدعو بما أحب (٣) ويصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن طاف راكبًا أو محمولًا لغير عذر لم يجزئه (٤) وعنه يجزيه ويجبره بدم (٥) وعنه يجزيه ولا شئ عليه (٦) وأما السعى محمولًا
أو راكبًا فيجزيه لعذر ولغير عذر، وقيل كالطواف، وإذا طاف راكبًا أو محمولًا فلا رمل فيه، ولا يجزى عن الحامل، ويقع الطواف والسعى عن المحمول إن نويا عنه أو نوى كل واحد منهما عن نفسه (٧) وحسن الموفق صحته لهما لأن كل واحد منهما طائف بنية صحيحة (٨) وإن حمله في عرفات أجزأ عنهما (٩) وإن طاف منكسا
(١) (وقنا عذاب النار) روى أحمد عن عبد الله بن السائب أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوله، وعن أبي هريرة مرفوعًا قال "وكل به سبعون ألف ملك فمن قال إلى عذاب النار قالوا آمين".
(٢) (مشكورًا) يزكوا لصحابه ثوابه، ومساعى الرجل أعماله الصالحة واحدها مسعاة قاله في الحاشية.
(٣) (ويدعو بما أحب) لقوله عليه الصلاة والسلام "الطواف بالبيت صلاة فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير".
(٤) (لم يجزئه) هذا المذهب، لما روت أم سلمة قالت "شكوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنى أشتكى فقال: طوفى من وراء الناس وأنت راكبة" متفق عليه، فدل على أن الطواف مع عدم العذر مشاة. وقال جابر "طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة ليراه الناس ويشرف عليهم ليسألوه فإن الناس غشوه".
(٥) (ويجبره بدم) وهو قول مالك وبه قال أبو حنيفة، إلا أنه قال إنه يعيد ما دام بمكة، فإن رجع جبره بدم كما لو دفع من عرفة قبل الغروب".
(٦) (ولا شيء عليه) لطوافه راكبًا وهو مذهب الشافعي وابن المنذر، قال ابن المنذر: لا قول لأحد مع فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمحمول كالراكب قياسًا عليه.
(٧) (عن نفسه) لأن الفعل واحد لا يقع عن شخصين، ووقوعه عن المحمول أولى لأنه لم ينو بطوافه إلا لنفسه. والحامل لم يخلص بطوافه لنفسه.
(٨) (بنية صحيحة) وقال أبو حنيفة يقع لهما لأن كل واحد منهما طائف بنية صحيحة فأجزأ الطواف عنه كما لو لم ينو صاحبه شيئًا، ولأنه لو حمله بعرفات لكان الوقوف عنهما، كذا هذا.
(٩) (اجزأ عنهما) لأن المقصود الحصول بعرفة وهو موجود.