الصلاة أشد (١). ويسن أن يقول مع ما تقدم: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (٢). وأن يقول: اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا (٣) وفي بصري نورًا وعن يمينيِ نورًا وعن شمالي نورًا وأمامي نورًا وخلفي نورًا وفوقي نورًا وتحتي نورًا (٤) وفي عصبي نورًا وفى لحمي نورًا وفي دمي نورًا وفي شعري نورًا وفي بشري نورًا
وفي نفسي نورًا وأعظم لي نورًا واجعلني نورًا، اللهم أعطني نورًا وزدني نورًا (٥).
(فصل) وإن سمع الإِقامة لم يسع، وإن خشى فوات الجماعة أو الجمعة بالكلية فلا ينبغي أن يكره الإِسراع، فإذا دخل المسجد استحب أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول "بسم الله، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. الحمد لله، اللهم صل علي محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك" رواه مسلم. وإذا خرج قدم رجله اليسرى في الخروج وقال: بسم الله، اللهم صلى على محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك. فإذا دخل المسجد لم يجلس حتى يصلى ركعتين تحية المسجد، ويجلس مستقبل القبلة لأنه خير المجالس، ولا يفرقع أصابعه، ويشتغل بالطاعة أو يسكت. ويكره أن يخوض في حديث الدنيا. فما دام كذلك فهو في صلاة، والملائكة تستغفر له ما لم يؤذ أو يحدث.
(١)(وفي الصلاة أشد) لحديث ابن عمر قال "الذي يصلي وهو مشبك تلك صلاة المغضوب عليهم".
(٢)(إلا أنت) أقبل الله بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك. رواه أحمد وابن ماجه.
(٣)(وفي لساني نورًا) نطقي، استعارة للعلم والهدى.
(٤)(وتحتي نورًا) لأكون محفوفًا بالنور من جميع الجهات، وإيذانًا بتجاوز النور عن قلبه وسمعه إلى سائر جهاته.
(٥)(وزدني نورًا) عن ابن عباس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الصلاة وهو يقول" فذكره بمعناه رواه مسلم.