وعلى حذف ألف همزة {الْآنَ} الثانية، إلا {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ}[الجن: ٩]، فإنهم قد أثبتوا فيه الألف، نحو:{قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ}[البقرة: ٧١]، {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ}[البقرة: ١٨٧]، {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ}[الأنفال: ٦٦]، {آلْآنَ وَقَدْ}[يونس: ٥١، ٩١].
إِلَّا أنَّ الشيخ محمد الحسيني (ت: ١٣٥٧ هـ) قال في موضع [الجن: ٩]: «فبالألف لسكوت أبي داوود عنه» ونقل كلامه -كأنَّه موافقٌ له- صاحب كتاب سفير العالمين، فَلَعَلَّهُ سهوُ منهما، والصَّواب كما قال د. أحمد شرشال:«أن أبا داوود لم يسكت عنه، بل ذكره هنا، وفي موضعه من السورة، ثم إن جميع شيوخ الرسم بما فيهم صاحب المنصف ذكره بالإثبات، وعليه العمل في جميع المصاحف»، وهذه الكلمة باتفاق الإمام الداني والإمام أبي داوود، ووافقهما الإمام الشاطبي في العقيلة، والإمام المهدوي، وأبي عبد الله الجهني، وابن وثيق الأندلسي، وأبي يعقوب الخوارزمي، والإمام السيوطي، والشيخ رضوان المخلَّلَاتي، والضباع (ت: ١٣٨٠ هـ)، وتعقب الناظم الإمام السخاوي في الوسيلة، على قوله:«رأيته في المصاحف القديمة كنظائره، محذوف الألف»، بقوله:«فإن كان على العثمانية أثبتت خلافًا، وإلا فلا» قال في نثر المرجان: «ولكنَّ الجزري قد حذفها من مصحف هِ، ولم يُشِرْ إلى الخلافِ أَيْضًا، والله أعلم بالصَّواب»، والعمل على الإثبات [الجن: ٩] في موضع الجن، وعلى الحذف في بقية المواضع في مصحف المدينة والمصحف المحمدي (١).