قوله: وبالحقيقة فإن هذا العرق إنما ينبت من الكبد ويتجه إلى السرة. هذا كله لأجل المشهور: وهو أن الأوردة كلها تنبت من الكبد.
وهذا شيء قد أبطلناه وبينا فساده فيما سلف بل هذه العروق جميعها تكون على الوجه الذي قلناه. وذلك تتشبث أجزاء من المني بقعر الرحم ثم تمتد وتلتوي في المشيمة كما ذكرناه ثم يخرقها الدم النافذ فيها، وينفذ ذلك الدم إلى السرة ثم إلى الكبد ثم إلى جميع أعضاء البدن فيخرق جميع ما يمر فيه ويصير ذلك كله أو ردة وكذلك يفعل الروح والنسيم ينفذان في الأجزاء الممتدة من المني المتشبثة بأفواه النقر الملتصقة في المشيمة فيخرقانها ثم ينفذان إلى السرة ثم إلى القلب ثم إلى جميع أعضاء البدن فيخرقان ما يمران فيه ويصير ذلك كله شرايين وليس شيء من ذلك بنابت من شيء من الأعضاء.
وباقي ألفاظ الكتاب ظاهرة وليس لها تعلق شديد بالتشريح فلذلك حذفنا الكلام فيها على وجه أبسط من هذا ونستقصي شرح ألفاظه ونحقق الكلام فيها ها هنا وسنعيد شرح هذا الفصل وغير ذلك إذا أخذنا شرح الكتاب الثالث من كتب القانون ونقول الآن إن قولنا في هذا الفصل وغيره في فن التشريح إن كذا انعقد بالحرارة وينخرق بنفوذ الدم والروح ونحو ذلك إنما هو ليفهم المتعلم وتقريب الأمر غليه في التصور.
وأما في الحقيقة فذلك إنما هو بإرادة من لا يعتريه سهو ولا يعجزه أمر وهو الله الخالق تعالى وحده عما يقول الظالمون والجاحدون والكافرون علواً كبيراً. كمل ذلك ولله الحمد والمنّة ونسأله السّلامة في ديننا.
النسخة م: آخره ولله الحمد والمنّة وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً كثيراً.
تمت في تاريخ شهر ذي القعدة الحرام بعد ما خلت ثمانية أيام في سنة تسع وثمانين بعد الألف من الهجرة النبوية عليه ألف تحية النسخة ل: تم وكمل ولله الحمد والمنة في الخامس والعشرين من شهر جمادى الأول سنة أربعين وستماية أحسن الله عاقبتها والحمد لله وحده.
يقول الدكتور الطبيب الأستاذ: سلمان قطاية السوري الحلبي: انتهيت من تحقيق ونسخ كتاب شرح التشريح لابن النفيس ليلة الاثنين المصادف ٩ تشرين الثاني نوفمبر من عام واحد وثمانين وتسعمائة بعد الألف م وذلك في المهجر في داري الكائنة في ١٥ جادة ليون بلوم، في مدينة ليفري غارغان وهي ضاحية من ضواحي باريس عاصمة فرنسا تم الكتاب والحمد لله.