للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"الدال على الخير كفاعله" وأنكر عليه حديثًا آخر يرويه، عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة، حديث عمر "جاء جبريل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ما الإيمان. . . " قال أبو زرعة، فجعل هو، وأبو سنان، الإيمان شرائع الإيمان، وذكر أحاديث قد أوهم فيها، وأنكرها من روايته، ثم قال لي: من قال القرآن مخلوق فهو كافر فيعنى بما أسند الكفار أي قوم هؤلاء (١).

قال البرذعي: قال أبو حاتم: حدثت عن سفيان بن عيينة، قال: لقيني أبو حنيفة، فقال لي: كيف سماعك عن عمرو بن دينار؟ قال: قلت له أكثرت عنه، قال: لكني لم أسمع منه إلا حديثين. قال: قلت: ما هما؟ فقال: حدثنا عمرو، عن جابر بن عبد اللَّه في أخباري، فقلت: حدثنا عمرو عن جابر بن زيد ليس جابر بن عبد اللَّه، قلت: وما الآخر؟ فقال: حدثنا عمرو، عن أبي الحنفية، عن علي: "لقد ظلم من لم يورث الأخوة من الأم" فقلت: حدثنا عمرو، عن عبد اللَّه بن محمد بن علي ليس بابن الحنفية. قال سفيان: فإذا هو قد اخطأ فيهما جميعًا (٢).


(١) سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي [٢/ ٧١٧ - ٧٢٢]. وانظر [٢/ ٧٥٣ - ٧٥٦].
وقال البخاري في التاريخ الكبير [٤/ ١٢٧]: سليم بن عيسى القارئ الكوفي سمع الثوري وحمزة الزيات، وروى عنه أحمد بن حميد وضرار بن صرد.
قال لي ضرار بن صرد، حدثنا سليم، سمع سفيان: قال لي حماد بن أبي سليمان: أبلغ أبا حنيفة المشرك أني بريء منه، قال: وكان يقول القرآن مخلوق.
قال الشيخ المعلمي معلقا على هذا الموضع: كذا، وفي تاريخ بغداد [١٣/ ٣٨٠]: أني بريء نه حتى يرجع عن قوله في القرآن. والأكثر على إنكار أن يكون أبو حنيفة رحمه اللَّه قال بخلق القرآن. وقيل إنه قال أولًا مخلوق ثم رجع.
والقصة التي ذكرها المؤلف رحمه اللَّه تفرد بها فيما نعلم أبو نعيم ضرار بن صرد وليس بشيء. ففي ترجمته من التهذيب عن ابن معين: بالكوفة كذابان: أبو نعيم النخعي، وأبو نعيم ضرار بن ورد. قال: وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث.
(٢) سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي [٢/ ٧٥٦].

<<  <   >  >>