للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبان: سمعت محمد بن محمود النسائي يقول: سمعت على ابن سعيد يقول: سمعت أحمد بن حنبل رحمه اللَّه يقول: من سمع من ابن لهيعة قديمًا فسماعه أصح، قدم علينا ابن المبارك سنة تسع وسبعين ومائة قال: من سمع من ابن لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح، قلت له: سمعت من ابن المبارك؟ قال: لا.

قال أبو حاتم: هذا إذا ميز بين حديثه المعروف عنه الذي حدث به من كتابه، وبين ما حدث بعد احتراق كتبه.

وقد سبرت حديثه من رواية العبادلة عنه، عبد اللَّه بن المبارك، وعبد اللَّه بن وهب، وعبد اللَّه بن يزيد المقرئ، وبين حديثه الذي حدث به بعد احتراق كتبه فرأيت في القديم أشياء مدلسة، وأوهامًا كثيرة تدل على قلة مبالاة كانت فيه قبل احتراق كتبه، فلما حدث بما ليس من كتبه استحق الترك.

سمعت محمد بن إبراهيم العبدي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد القيس يقول: لما أحترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار (١).

قال ابن حبان: حدثني شكر، قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، عن بشر بن المنذر قال: كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة، ذاك أنه كانت له خريطة معلقة في عنقه، فكان يدور بمصر، فكلما قدم قوم كان يدور عليهم، فكان إذا وجد عنده شيئًا كتب عنه فلذلك كان يكنى أبا خريطة (٢).

قال الدارقطني: عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة يعتبر بما روى عنه


(١) المجروحين لابن حبان [١/ ٧٦].
(٢) المجروحين لابن حبان [٢/ ١١].

<<  <   >  >>