للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني حنيفة قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة تسع (١).

رابعاً: إن الأحاديث المروية عن طلق -رضي الله عنه- في أحدهما أنه حضر بناء المسجد النبوي، وفي الحديث الثاني عنه روايته مرفوعاً في مس الذكر (هل هو إلا بضعة منك) وهما حديثان مستقلان، فيحتمل أن يكون سمع هذا الحديث (هل هو إلا بضعة منك) حين بناء المسجد النبوي، ويحتمل أن يكون سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير ذاك الوقت، وليس هناك حديثاً يدل على أنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- عند بناء المسجد إلا حديثاً رواه البيهقي، ولفظه: (عن طلق -رضي الله عنه- قال: قدمت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يبني المسجد، فقال: (اخلط الطين فإنك أعلم بخلطه) فسألته أو سأله رجل فقال: أرأيت الرجل يتوضأ ثم يمس ذكره، فقال: (إنما هو منك) (٢).

لكن هذا الحديث ضعيف؛ لضعف أحد رواته (٣). ثم يظهر بالمقارنة بين الروايات أن هذا الحديث حديث مدرج (٤) من بعض الرواة؛ حيث جعل


(١) انظر: السيرة لابن هشام ٢/ ٥٧٦؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ١/ ٣١٦؛ فتح الباري ٧/ ٧٤٠؛ تهذيب سيرة ابن هشام ص ٢٤٤.
(٢) السنن الكبرى للبيهقي ١/ ٢١٣.
(٣) وهو محمد بن جابر، وقد سبق كلام أهل العلم فيه في حديث: (إذا رأيتم الهلال فصوموا). وانظر كذلك الجوهر النقي لابن التركماني ١/ ٢١٣.
(٤) الحديث المدرج في الاصطلاح: ما غير سياق إسناده أو أدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل. تيسير مصطلح الحديث ص ١٠٢. والمراد به هنا مدرج المتن، وهو: ما أدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل. تيسير مصطلح الحديث ص ١٠٣. وانظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص ١٢٦؛ وتقريب النواوي مع تدريب الراوي ١/ ٢٧١؛ تنقيح الأنظار لمحمد بن إبراهيم الوزير ص ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>