للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدليل على ذلك:

أولاً: عن جابر -رضي الله عنه- «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكل لحماً ثم صلى ولم يتوضأ»، (وأن أبا بكر أكل لبأً (١) ثم صلى ولم يتوضأ، وأن عمر أكل لحماً ثم صلى ولم يتوضأ). (٢)

ثانياً: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول: «قرب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبز ولحم، ثم دعا بوضوء فتوضأ ثم صلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه فأكل ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ»، ثم دخلت مع عمر فوضعت له هاهنا جفنة فيها خبز ولحم وهاهنا جفنة فيها خبز ولحم فأكل عمر ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ) (٣).

ثالثاً: قال البخاري (٤): (وأكل أبو بكر، وعمر، وعثمان -رضي


(١) اللبأ هو: أول اللبن عند النتاج والولادة. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٥٧٩؛ مختار الصحاح ص ٥١٩.
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه ص ٩٩، كتاب الطهارة، باب الرخصة في ذلك، ح (٤٨٩)، وأحمد في المسند-واللفظ له- ٢٢/ ٢٠٣. وقال البصيري في زوائد ابن ماجة ص ١٠٢: (ورجال هذا الإسناد ثقات). وكذلك صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ص ٩٩.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١/ ١٦٥، وأحمد في المسند ٢٢/ ٣٤٥، وابن حبان في صحيحه ص ٤٠٥. وسنده على شرط الشيخين.
(٤) هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي مولاهم، أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث
في زمانه، حدث عن عبيد الله بن موسى، وعاصم النبيل، وخلق كثير سواهم، وروى عنه الترمذي، ومحمد بن نصر المروزي، وخلق لا يُحصون، ومن مؤلفاته (الجامع الصحيح المسند) وكان رأساً في الذكاء وفي العلم وفي الورع، وتوفي سنة ست وخمسين ومائتين. انظر: تذكرة الحفاظ ٢/ ٥٥٥؛ تهذيب التهذيب ٩/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>