للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواحد ظني، و القطعي لا يرتفع بالظني؛ لأن الشي لا يبطل أقوى منه (١).

واعترض عليه بما يلي:

أ- أنه لا تعارض بين خبرين مختلفي التاريخ لإمكان صدق كل منهما في وقته؛ إذ لا خلاف بين أهل العلم في عدم لزوم التناقض بين القضيتين إلا إذا اتحد زمنهما، أما إن

اختلفا فيجوز صدق كل منهما في وقتها (٢).

ب- بأنه مخالف للواقع، يدل عليه ما يذكر في أدلة القول الثاني.

واستدل أصحاب القول الثاني بما يلي:

أ- عن عبد الله بن عمر (٣) -رضي الله عنهما-قال: (بينا الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أُمر أن يستقبل الكعبة» فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى


(١) انظر: مختصر ابن الحاجب ٤/ ٧٩؛ تيسير التحرير ٣/ ٢٠١؛ إرشاد الفحول ٢/ ٦٧؛ مناهل العرفان ٢/ ٢٦٥.
(٢) انظر: مذكرة أصول الفقه للشيخ الشنقيطي ص ٨٤.
(٣) هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن، هاجر وهو ابن عشر سنين، واستصغر يوم أحد، وشهد الخندق والمشاهد بعدها، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه: جابر، وابن عباس، وغيرهما، وتوفي سنة ثلاث وسبعين. انظر: الاستيعاب ٢/ ٣٤١؛ الإصابة ٢/ ١٠٩٥؛ التهذيب ٥/ ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>