للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها بالاتباع والأيمان به مثل: وعيد من أراد الدنيا وأسرف فيها على حسا ب الآخرة، وعيد من افترى على النبي، وعيد من كفر، وعد المؤمنين (١) .

ويقول في موضع آخر: (أنه سبحانه توعد بالنار الذين كفروا من أهل الكتاب ومن العامة، وقدم أهل الكتاب في الذكر، أنه وعيد لكل من يكذب بلقاء الله ـ التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر كما في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} . (٢)

أما موقفه من المشكل في نصوص الوعد والوعيد فيجيب على ذلك بقوله: " أما مسألة معاذ فالمعنى عند السلف على ظاهره وهو من الأمور التي يقولون أمروها كما جاءت اعني نصوص الوعد والوعيد لا يتعرضون للشكل فيه (وأما قوله) لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله (فتلك مسألة أخرى على ظاهرها) أن الله لو يستوفي حقه من عبده لم يدخل أحد الجنة ولكن كما قال تعالى: {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} . (٣)

ويحدثنا عن مظاهر القيامة كما نقله ابن بشر وسطر في الدرر السنية وتدنو منهم الشمس وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} . (٤) وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله وأومن بان الصراط منصوب على متن جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم (٥) .

بذلك آمن المسلمون الأولون والتابعون لهم بإحسان آمنوا بما أنزل الله على نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن صدقوه رسولا من ربهم فكان لديهم كل وعد وعد الله به عباده المؤمنين حقا كما أرداه الله} وَعْداً عَلَيْهِ حَقّا { (٦) وقال تعالى: {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِه} (٧) وكان كل وعيد توعد به


(١) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص ٦٢١
(٢) الكهف:١٠٥
(٣) الزمر:٣٥ الدرر السنية جـ١ ص ١٠٦
(٤) المؤمنون:١٠٣
(٥) ابن بشر ـ عنوان المجد في تاريخ نجد ـ جـ١ ص٦٩ وكذلك الدرر السنية جـ١ ص: ٢٩
(٦) التوبة:١١١
(٧) المائدة:١٦

<<  <   >  >>