والكلام على هذا المعنى مبسوط في موضعه. أما العدل، فستروا تحته نفي القدر، وقالوا إن الله لا يخلق الشر ولا يقضي به إذ لو خلقه ثم يعذبهم عليه يكون ذلك جورا والله تعالى عادل لا يجور ويلزم على هذا الأصل الفاسد أن الله تعالى يكون في ملكه ما لا يريده فيريد الشيء ولا يكون ملازمه وصفه بالعجز تعالى الله عن ذلك. وأما التوحيد فستروا تحته القول بخلق القرآن، إذ لو كان غير مخلوق لزم تعدد القدماء، ويلزمهم على هذا القول الفاسد أن علمه وقدرته وسائر صفاته مخلوقة أو التناقض وأما الوعيد فقالوا: إذا أوعد بعض عبيده وعيدا فلا يجوز ألا يعذبهم ويخلف وعيده لأنه لا يخلف الميعاد، فلا يعفوا عمن يشاء ولا يغفر لمن يريد، عندهم. وأما المنزلة بين المنزلتين فعندهم أن من ارتكب كبيرة يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر.=