للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الاعتقاد، وليس ناسوتاً من دمها وأنه صلب ومات ونزل إلى جهنم، حتى يخلص إبراهيم وموسى والأنبياء مع جنس البشر الهالكين. ١

فهذان الرأيان المتطرفان المهلكان قد نفر منهما الدين المحمدي٢، واعتقد بما قد أوحى له الله تعالى في (الكيفيات التي تجب العبادة وفقها) ، والمصحوب بشرائع مهندمة، منزلة على نبيه الهادي، بكتاب سامٍ ترى فيه كلما تطلب من الصالحات، مشروحاً بتلك الألفاظ اللطيفة، والجمل


١ أسباب ضلال النصارى وانحرافهم عن رسالة المسيح عيسى عليه السلام عديدة وذكر المصنف هنا واحداً منها، وهناك أسباب أخرى منها: ضياع كتبهم الصحيحة، وتحريف الإنجيل، وتزعم بولس لهم، وسعيه الحثيث في تحريف الرسالة، وكذلك اختلاطهم بالوثنيين وتأثرهم بالفلسفة، كل ذلك وغيره مما لا يمكن تفصيل الكلام فيه هنا من عوامل انحراف النصارى عن رسالة المسيح عليه السلام للاستزاده انظر كتاب ((تحريف رسالة المسيح عليه السلام عبر التاريخ أسبابه ونتائجه)) من ص١٢٩-٤٠٠.
٢ قول المصنف عن الإسلام ((الدين المحمدي)) غير صحيح، لأن الدين في الشرع لم يأت منسوبا إلى أحد من الأنبياء، وإنما جاءت نسبته إلى الله عز وجل، كما قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} آل عمران ٨٣، {وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّه} النور٢، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً} النصر٢، كما أن نسبة الدين إلى النبي محمد (يشعر بأن هذا الدين من عنده وليس من عند الله عز وجل، وهذا ما يقصد إليه النصارى والكفار عموما في إطلاق هذا المسمى على الإسلام، إذ إنهم هم الذين أشاعوا مثل هذا الإطلاق، فأخذه عنهم بعض المسلمين في هذه الأزمان المتأخرة. والله أعلم.

<<  <   >  >>