للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشهادة الحادية عشر

إن سيدنا عيسى عليه السلام قد أفاد عن ورود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعده، وأنه أعظم من كل الأنبياء بقوله في بشارة لوقا في الإصحاح السابع، وفي بشارة متّى الإصحاح الحادي عشر: ((إنه لم يقم في مواليد النساء نبي أعظم من يوحنا المعمدان وأما الأصغر الذي هو في ملكوت السماء فأعظم منه)) ١.

أقول: ياترى٢ ومن هو هذا النبي الأصغر الذي هو في ملكوت السماء، الذي أفاد وأشار عنه عيسى عليه السلام، وأنه أعظم من يوحنا المعمداني، الذي هو أعظم من كل الأنبياء٣، (فلننظر) إلى الوسط من تفاسير علماء النصارى لهذه الآية، ونقول: إن قوماً منهم قالوا: إنها من


١ متى ١١:١١، لوقا ٢٨:٧.
٢ في. د ليت شعري.
٣ يوحنا المعمدان هو عند النصارى يحي بن زكريا عليهما السلام، وليس هو أعظم الأنبياء، بل الذي عليه أهل السنة أن أعظم الأنبياء هم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، وهم أولو العزم من الرسل، وهم المجموعون في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} الأحزاب آية ٧، وانظر شرح الطحاوية ص٤٢٤.

<<  <   >  >>