٢ الصحابة: جمع صحابيّ، والصحابي هو: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، سواء طالت صحبته أو قصرت. روى الخطيب في الكفاية ص٩٩ بسنده عن الإمام أحمد أنه قال بعد أن ذكر أهل بدر: ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذين بعث فيهم، كل من صحبه سنة أو شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ماصحبه. كما روي عن البخاري أنه قال: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه فهو من أصحابه. والذين يعدون من الصحابة عدد كبير لا يعلم إحصاءهم إلا الله تعالى، وقد سئل أبو زرعة الرازي عن عدد من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سماعاً أو رؤية؟ فقال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية. وقد ترجم ابن عبد البر رحمه الله في كتابه الاستيعاب لـ٣٦٢٥ إنساناً منهم، مابين رجل وامرأة، وقد زاد عليه ابن حجر رحمه الله في كتابه الإصابة في أسماء الصحابة، حيث ترجم لـ ١٠٧٣٥ رجلاً منهم و١٥٤٥امرأة، وكان رحمه الله قد قال في أول كتابه ١/٤ فجمعت كتاباً كبيراً في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا يقصد هو ومن سبقه من العلماء من ذلك جميعاً الوقوف على العشر من أسامي الصحابة. ولعل مراد المصنف رحمه الله بـ العشرة الصحابة الكرام العشرة المبشرون بالجنة، وهم كما روي عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة". السنة لابن أبي عاصم ٢/٦٠٥. فهؤلاء العشرة هم أفضل الصحابة كما قال شارح الطحاوية رحمه الله ص ٤٨٨ بعد أن ذكر فضائل هؤلاء العشرة. وقد اتفق أهل السنة على تعظيم هؤلاء العشرة وتقديمهم، لما اشتهر من فضائلهم ومناقبهم. فلعل مراد المصنف بقوله السابق هؤلاء العشرة من الصحابة، والله أعلم.