للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رفقائه الأنبياء] وثيابه الشريفة بالمرّ والميعة والسليخة، وهذه الروائح الطيبة التي كانت تصدر من منازله [السامية] ، ومن [أقصى] ثيابه الشريفة هي مخلوقة بجسمه الشريف١، تفضلاً من الله تعالى الذي مسحه وأرسله رحمة للعالمين٢، وكان صحابته الكرام -رضي الله عنهم- إذا صافحوه تبقى رائحة المسك في أيديهم المدة الطويلة٣، وإذا توجه إلى محل وأرادوا (اللحاق به) يستدلون في الأزقة من الروائح الطيبة ويعرفوا أين توجه٤، وهذه كانت من أقل معجزاته الشريفة.


١ عن جابر بن سمرةرضي الله عنه قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً، قال: أما أنا فمسح خدي، قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار". وعن أنس رضي الله عنه قال: "ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست شيئاً ديباجاً قط ولاحريراً ألين ملمساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعن أنس أيضاً قال: "دخل علينا النبيصلى الله عليه وسلم فقال (نام القيلولة) عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبيصلى الله عليه وسلم فقال "يا أم سليم ماهذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب الطيب". أخرج الروايات الثلاث: مسلم في الفضائل ٤/١٨١٤.
٢ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} الأنبياء آية (١٠٧) .
٣ ذكر ذلك القاضي عياض في الشفا ولم يعزه. انظره ١/ ٨٧.
٤ روى ذلك البخاري في التاريخ الكبير عن جابر رضي الله عنه ١/ ٣٩٩.

<<  <   >  >>