للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تدل عليها كتب الحديث التي تكلم بها١، وهو القوي الذي كان سيفه على فخذه٢، وصاحب الحسن والجمال، الذي استله ونجح وملك، وأجرى الحق (والعدل مع الرأفة) ٣، التي هي شريعة الفضل والإحسان، الممتزجة بالعدل٤، وهو القوي الذي نباله مسنونة، الذي تساقطت تحته الشعوب، الذي كرسيّ ملكه يدوم إلى دهر الداهرين٥،


١ سيأتي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: "وأعطيت جوامع الكلم". انظر: هامش ص ١٥٩.
٢ عن ابن عمر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لاشريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري". أخرجه حم ٢/٥٠،٩٢.
٣ في النسختين "ورأفة العدل" وصوابها ما أثبت، ومراده من ذلك أن طلب الحق في الشرع مشروع {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} البقرة آية: (١٩٤) . مع التنبيه على أن العفو والسماحة أفضل في مثل قول الله تعالى {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} الشورى آية (٤٠-٤٣) .
٤ في النسختين "مقدامها بالعدل" واستقامتها كما أثبت.
٥ عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي، وإني أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ... ولاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل". حم ٥/٢٧٨.

<<  <   >  >>