للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشهادة الرابعة

إن سيدنا داود عليه السلام في المزمور الخامس والأربعين، المعنون في العبراني: من بني قورح من أجل الحبيب قد ترنم به١.

أشار إشارة مطابقة لسيد الخلق نبينا الأعظم حبيب الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "فاض قلبي كلمة صالحة، أقول أنا أعمالي للملك، لساني قلم كاتب سريع الكتابة، بهي في الحسن، أفضل من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الدهر، تقلدْ سيفك على فخذك أيها القوي بحسنك وجمالك، استله وانجحْ، واملكْ من أجل الحق، ورأفة العدل، وتهديك بالعجب يمينك، نبلك مسنونة أيها القوي، الشعوب تحتك يسقطون في قلب أعداء الملك٢، كرسيك يا ألوهيم إلى دهر الداهرين، عصا الاستقامة عصا ملكك، أحببتَ العدل وأبغضتَ الإثم، من أجل ذلك مسحك ألوهيم إلهك٣ بدهن البهجة، أفضل من رفقائك،


١ عنوانه في ن. ع "لبني قورح قصيدة ترنيمة محبة".
٢ العبارة في المزمور ٤٥ هكذا "نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك شعوب تحتك يسقطون".
٣ في نسخة. ت "يا ألوهيم إلهك"، وفي. د "ياألوهيم وبالعربي ياطايق إلهك". وفي النسخة العربية للعهد القديم "الله إلهك".ومثل ما في العهد القديم الطبعة العربية "الله إلهك" ذكرها الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه "إظهار الحق"٤/١١٤٣، وذكر أنها هكذا في النسخة الأردية والفارسية، وغيرها من التراجم، وأن بولساعتمد في رسالته للعبرانيين هذا اللفظ، كما أفاد أن أحد النصارى، وهو صاحب كتاب "مفتاح الأسرار" ذكر أن النص هكذا "من أجل ذلك ياالله مسح إلهك". هكذا، وردها الشيخ رحمة الله الهندي، لكونها مخالفة لكلام بولس وسائر الترجمات الأخرى. والحق أنها تحريف من النصارى، لتنطبق فيما يزعمون على المسيح عيسى عليه السلام، باعتبار أنه الله -تعالى الله عن قولهم-. ولعل نسخةً من هذه النسخ هي التي نقل عنها الشيخ زيادة بن يحي هنا. وهي خطأ، والصواب ما أثبت، كما في النسخة العربية، والنسخ التي أفاد عنها الشيخ رحمة الله الهندي. والله أعلم.

<<  <   >  >>