للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هو تعمد إشارته في نسق هذه الجملة١ الواحدة، القائلة عن البارقليط: هو يشهد لي وأنتم أيضاً شاهدون.

فبقوله هذا يظهر أن المزمع والعتيد أن يأتي ويشهد له، هو غير الشاهدين الحاليين، ولو كانا واحداً لما قال: هو يشهد لي، بصيغة الزمان المستقبل البعيدكما في اليوناني*، وأنتم أيضاً شاهدون بصيغة الزمان الحال*.

وأيضاً أقول: إنه لوكان معناه بأن البارقليط الحال يتكلم في المحلول فيهم٢ لكان قال: إذا جاء البارقليط الذي أرسله إليكم هو يشهد لي بواسطة ألسنتكم، مثلما قال في موضع آخر عن الروح الذي حل عليهم "بأن روح أبيكم يتكلم فيكم"٣، وحيث أن ههنا ثنى موضوع كلامه بقوله: يشهد لي وأنتم أيضاً شاهدون وغيّر أزمنة الشهادة، فيظهر أن الشاهدين له هم غير الشاهد الفريد الذي هو نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.


١ في. د" العبارة" والجملة غير واضحة، ويظهر لي أن صوابها"وتوضيحاً لهذا الدليل فقد تعمد المسيح الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في نسق هذه الجملة".
(*) حاشية: (اعلم أن في اللغة اليونانية يوجد فعلان للمستقبل فعل بعيد وفعل قريب، وهذه اللفظة وجدت مكتوبة في وزن الفعل البعيد، أعني: يشهد لي بمعنى سوف يشهد) .
(*) حاشية: (ولفظة شاهدون قد يراد بها في اليوناني ليس الفعل الحالي فقط، بل والمستمر) .
٢ يقصد على دعوى النصارى أن المراد بالفارقليط هو الروح القدس.
٣ متى ٢٠:١٠.

<<  <   >  >>