للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلهكم سيقيم نبياً من إخوتكم مثلي، فاسمعوا له وكل نفس لا تسمع لذلك النبي وتطيعه تستأصل تلك النفس من شعبها"١.

أقول: إن هذه الشهادة هي بلا ريب (منطبقة) على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من حيث إن إسماعيل وخلفه الذين منهم نبينا كانوا يسمون إخوة لبني إبراهيم، [أعني: إسحاق وخلفه عليهما السلام] ، لأن الله تعالى قال لهاجر رضي الله عنها امرأة سيدنا إبراهيم عن إسماعيل ابنها: "بأن قبالة إخوته ينصب المضارب٢، ومن حيث إن إسحاق أبا يعقوب، (وذريته) بني إسرائيل دعواإخوة لإسماعيل٣، فإسماعيل هو أخوهم بلا شك، فمن ههنا (ألغز) ٤ النبي موسى عليه السلام بكلامه، وأشار إشارة خفية غير صريحة في النسق، حسب عادة الأنبياء بإخفاء بعض مقاصدهم وتكلمهم بالرموز عن أن الله تعالى سيقيم نبياً٥ بينهم من إخوتهم* أي من بني إسماعيل


١ النص في. د هكذا"إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم له تسمعون في كل مايكلمكم به، ويكون كل نفس لاتسمع لذاك النبي تباد من الشعب".
٢ تكوين ١٨:٢٥.
٣ في النسختين" أن إسحق أبو يعقوب وخلفه بني إسرائيل دعيو إخوة لإسماعيل"، وصوابها ما أثبت.
٤ في النسختين"لغزور" ولامعنى لها، ويبدو صوابها ما أثبت. ومعنى ألغز أي: مال بكلامه عن وجههأو عمى مراده وأضمره على خلاف ما أظهره. المعجم الوسيط ٢/٨٣٠.
٥ في. ت"من مابينهم" وصوابها ما أثبت.
(*) حاشية: (اعلم أنّ قوله من إخوتكم هو قول ملغوز فائق الحكمة، لأنه لو كان قصد موسى عليه السلام عن أن النبي الذي وعد به هو من بني إسرائيل لكان ينبغي له أن يقول عوضاً من إخوتكم، إن منكم يقيم الرب نبياً أو من أسباطكم أو من سلسلتكم أو من نسلكم أو من زرعكم أو من بنيكم أو من مولوديكم، وبحيث إنه قد ترك ذكر هذه السلسلة النازلة لزم أن يكون الحق كما شرح المؤلف بتطبيق العلامات والقرائن الدالة عليه من موسى عليه السلام في هذه الشهادة.

<<  <   >  >>