للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

من التنبيه عليها، وهي أنَّ هذا القول من النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن تفضيلاً لحال الجن على حال الإنس ولا لأدبهم على أدب الصحابة بل هو تفضيل للجواب على الجواب فإنَّ من عصر النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من البِشر منهم من أجاب فردوهم المخالفون، والمؤمنون سمعوا وأنصتوا وامتثلوا قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤) } .

فالصحابة العارفون بالله تعالى أنصتوا لكلامه وتدبروا معانيه وائتمروا بأمره، وانتهوا عن نهيه فلم يقتصروا على عدم التكذيب بل زادُوا عليه بالفهم والعقل، والكفار أجابوا بالرد والتكذيب، والجن اقتصروا على الإيمان فأجابوا بعدم التكذيب [فكان] هذا الجواب أحسن من ذلك الجواب وليس في الحديث ما يدُل على أنَّ جوابهم أحسن من سكوت الصحابة رضي الله عنهم " انتهى.