للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعيسى آنذاك من بني إسرائيل: أن المعجزات التي جاء بها إنما أوجدها وصنعها الله وليس عيسى عليه السلام وإنما حصلت على يد عيسى فهي من (قبل الله) أو من عند الله وبإذن الله وأوجدها الله سبحانه وتعالى وما عيسى إلا (رجل) أو عبد من عبيد الله ورسول من رسله ثبت صدقه بما أنزله الله على يديه من المعجزات (القوات والعجائب) .

ولذا على الرغم من إحياء عيسى للموتى بإذن الله، لم يجعل ذلك منه عند الجموع التي قام بالمعجزات في وسطها إلا أنه نبي فقط فلم يتجاوزوا به طور البشرية. جاء في الأناجيل "فقال [أي عيسى] أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه فأخذ الجمع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه" (١) .

وفي النص الذي قبل هذا قالوا عن عيسى إنه (رجل تبرهن لكم من قبل الله) ، ولم يقولوا: إله، أو ابن إله. وهذا مما يوضح حقيقة عيسى وأنه عند بني إسرائيل الذين أرسل إليهم وآمنوا به إنما هو رسول نبي وعبد من عباد الله لأن المعجزات التي جاء بها إنما كانت بإذن الله سبحانه وتعالى ومن عنده وليست من عند المسيح ابتداءً.

وقد جاء في الأناجيل أن عيسى قال للحواريين "اشفوا مرضى طهروا برصاً أقيموا موتى أخرجوا شياطين مجانا" (٢) . وهذا دليل على أن إحياء الموتى ليس علة ولا مبرراً لتأليه أحد من البشر مما يسقط دعوى النصارى في ألوهية عيسى استناداً إلى إحيائه للموتى فعلى فرض صحة هذا النص وافتراض تحققه


(١) لوقا (٧: ١٤-١٦) .
(٢) متى (١٠: ٨)

<<  <   >  >>