للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اتخذوهم في حالة كونهم قربانا آلهة. فالمفعول الأول محذوف، وهو صاحب الحال وآلهة مفعول ثان، ومنع كون قربانا مفعولا ثانيا , وآلهة حال، فما وجه ذلك؟

الجواب: وجهه لو قدر كذلك صار المعنى الذم على ترك اتخاذ الله تعالى غير متقرب، لأنك إذا قلت: أنتخذ فلانا سيدا لودني١ فقد لمته على نسبة السيادة لغيرك، والله سبحانه وتعالى يتقرب إليه ولا يتقرب به.

فقيل: فهل يجوز أن يكون قربانا مفعولا لأجله؟

فقلت: لا يكون المفعول لأجله إلا مصدرا أو اسم مصدر. والقربان اسم لما يتقرب به [٤ ب] وليس اسما للحدث، وعلى هذا فيكون قربانا في قوله تعالى: {إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً} ٢ منصوبا نصب المفعول به, لا نصب المصدر.

مسألة: {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} ٣ علام [انتصب] كلاًّ وما إعراب هؤلاء؟

الجواب: انتصب كلا على المفعولية لنمد، وهؤلاء وهؤلاء بدلان من (كلا) بدل تفصيل. والمراد أن المؤمنين والكافرين كلهم يرزقون، لا نمنع الرزق على أحد منهم.


١ هكذا بالأصل والصواب دوني كما في المغني.
٢ سورة المائدة من الآية ٢٧ وتمامها {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} .
٣ سورة الإسراء من الآية ٢٠ وتمامها {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} .

<<  <   >  >>