بدأ به الآخر، ومن أجل أن لا يحدث تعارض وتناقض بين أسلوب الأسرة التربوي، وأسلوب المدرسة، فيصبح الأطفال والناشئة ضحية هذا التعارض.
- فالمطلوب من المدرسة إذن: أن تكون أداة تأهيل وتكييف اجتماعي، لا أداة اضطراب وإخلال بالتوازن بين الفرد والجماعة، على أن تصاغ جميع العلوم على أسس إسلامية، ويصاغ منهج تربوي إسلامي متكامل لتربية الأجيال على أساسه.
وكذلك إعادة تصنيف وتأليف مناهج وكتب لسائر المعارف والعلوم من منطلق إسلامي، والقيام بدورات تربوية إسلامية تدرِّب المعلمين والمربين على تحقيق هذا المنطلق من جميع جوانب التربية والتعليم.
والمدرسة عندما تقدم العقيدة الصحيحة والعلم النافع إلى الناشئين، تَعمِد إلى تصفية الحقائق، وتنقيتها من كل الشوائب والأخطاء، والمبالغات والأكاذيب؛ لتبقى عقيدة الناشئة سليمةً، وعقولهم قويمة، ومعارفهم صحيحة (١).
ولكي تصبح عملية التربية والتعليم في المدرسة عملية متكاملة مستمرة، تنصهر في برامج روافد التربية (الأسرة والمسجد والإعلام)، فتؤدي دورها التربوي والتعليمي بحيث تصبح وحدة مترابطة مع تلك الروافد مجتمعة، فلا بدَّ أن نعي أن المدرسة مجتمع مصغر يجب أن تتوفر فيه جميع عناصر الاتصال البشري والعلاقات الإنسانية، وهي صورة مصغرة للحياة الاجتماعية الراقية.
ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار الحقائق التالية:
١ - أنه ينبغي أن تكون المدرسة بحق مجتمعًا إسلاميًّا مشبعًا بالعواطف