كتاب شعب الإيمان - ت زغلول

عبد الله قال: لما مات أبو عبد الله (السرحسي) (١) رأيته في المنام فقال: ما منعك أن تصلي علي فاعتذرت ببعض ما يعتذر به الناس من الشغل. فقال: أما إنك لو صليت علي لربحت رأسك قال: قلت: فأي شيء وجدتم أفضل؟ قال:

فأومأ بيد إلى الأرض وقال: التواضع التواضع.

٨٢٢٦ - أخبرنا أبو محمد بن يوسف قال: سمعت أبا المكارم ناصر بن محمد يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: سمعت الجنيد بن محمد البغدادي يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: من كمال سعادة المرء سبع خصال صفاء التوحيد وغريزة العقل وكمال الخلق وحسن الخلق وخفة الروح وطيب المولد وتحقيق التواضع.

٨٢٢٧ - سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا عمرو يقول:

سمعت أبا عبد الله السجزي يقول: علامة الأولياء ثلاث: تواضع عن رفعه وزهد عن قدرة وإنصاف عن قوة وهذا الكلام قد رويناه عن عبد الملك بن مروان أنه قيل له من أفضل الناس؟ قال: من تواضع عن رفعة وزهد عن قدرة وأنصف عن قوة.

٨٢٢٨ - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الفضل محمد بن الحسن الكاتب ببغداد نا محمد بن الحسين ابن عبيد نا محمد بن القاسم بن خلاد نا محمد بن حرب عن أبيه قال: قيل لعبد الملك فذكره.

٨٢٢٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال: سمعت ذا النون بن إبراهيم وسأله رجل من أراد التواضع كيف السبيل إليه؟ فقال له: أفهم ما ألقى إليك رحمك الله من أراد التواضع فليوجه نفسه إلى عظمة الله فإنها تذوب وتصغر ومن نظر إلى سلطان الله ذهب سلطان نفسه لأن النفوس كلها حقيرة عند هيبته ومن أشرف التواضع أن لا ينظر العبد إلى نفسه دون الله ومعنى قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:

«من تواضع لله رفعه الله» يقول: «من تذلل بالمسكنة والفقر إلى الله رفعه الله يعني بالإنقطاع إليه».

(١) في ن: (الشحيني).