للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

بما يعرفه فيجوز هذا الإطلاق كما جاز الأول ويقول القائل فلان أعقل الناس وأفضلهم يريد أنه من أعقلهم وأفضلهم وروى خيركم خيركم لأهله [فلم يكن ذلك على معنى أن من أحسن معاشرة أهله فهو أفضل الناس] (٢) وقيل شراركم عزابكم أي من أشراركم لأنه وإن كان صالحا فهو يعرض (٣) نفسه للشر غير آمن من الفتنة وإلا فالفساق شر منهم وفي العزاب صالحون. وروى ما شيء أحق بطول سجن من لسان وقد يكون الفاسق المفسد أحق بذلك منه. وروى ما شيء في الميزان أثقل من خلق حسن ومعلوم أن الصلاة والجهاد أعلى منه وروى خياركم ألينكم مناكب في الصلاة وقد يوجد لين المناكب (٤) فيمن غيره أفضل نفسا ودينا منه وإنما هو كلام عربي يطلق على الحال والوقت وعلى إلحاق الشيء المفضل بالأعمال الفاضلة وعلى أنه أفضل من كذا وكذا لا من كل شيء غيره.

ثم بسط الكلام في هذا إلى أن ذكر خبر ابن مسعود في سؤاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أفضل الأعمال وقوله ثم ماذا فقال: قد يخرج هذا على أنه لم يرد بحرف ثم الترتيب وإنما قيل ثم على معنى ثم ما الذي يحل محله فنحافظ عليه وقد قال (الله) (٥) تعالى {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ، فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} (وعملوا الصالحات) (٦) {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}.

ولم يكن ذلك على معنى تأخير الإيمان عن الإطعام وإنما كان على معنى أنه هلافك (٧) أو إطعام وكان مع ذلك من المؤمنين الذين هم أهل الصبر وأهل المرحمة فكذلك هذا والله أعلم.

٤٢٢١ - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا علي بن محمد المصري نا محمد بن عمرو (يعنى) (١) ابن نافع نا عبد الله بن صالح نا يحيى بن أيوب عن


(٢) زيادة من ب.
(٣) في ب معرض.
(٤) في ب المنكب.
(٥) زيادة من ب.
(٦) سقط من أ.
(٧) في المنهاج للحلي على أنه أهل فك وهو الصحيح انظر ص ٤٧١ ج‍ ٢.
(١) في ب ويعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>