للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما ورد عن طلحة بن مصرِّف أنه قال: «إني لأكره المراجيح يوم النيروز (١)، وأراها شعبةٌ من المجوسية -ورأى إنسانًا على أرجوحة-» (٢)، وإسناده صحيحٌ؛ لكنه خص الكراهية باللعب بها يوم النيروز، فلعل في ذلك تشبُّهًا.

وقال ابن عقيل الحنبلي: «الأرجوحة والتعلق عليها، والترجيح فيها مكروه، نهى عنه السلف، وقيل: إنها لعبة الشيطان» (٣).

قلت: الكراهة حكمٌ شرعي يفتقر إلى دليل، وليس ثمَّ دليل؛ بل الدليل الصحيح دل على الجواز، والقول بأنها لعبة الشيطان لم يقم عليه دليل.

وقد عد صاحب الإقناع (٤)، وصاحب المنتهى (٥) اللاعب بها ممن خُرمت مروءته، فترد بذلك شهادته.

ولعل ما ذكره هؤلاء يحمل على لعب الكبير، إذا أدمن اللعب بها؛ فإنه لا ينبغي له أن يشتغل بأمثال هذه اللُّعب؛ على أن ذلك يختلف باختلاف الزمان والمكان.


(١) يوم النيروز هو أول يوم من أيام السنة الشمسية الإيرانية، ويوافق اليوم الحادي والعشرين من شهر مارس من السنة الميلادية ويعتبر أكبر الأعياد القومية للفرس. ينظر: المعجم الوسيط ٢/ ٩٦٢
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ح (١١٢)، ومن طريقه البيهقي في الشعب ٥/ ٢٤٤.
(٣) النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر ٢/ ٢٦٨.
(٤) الإقناع مع شرحه كشاف القناع ٦/ ٤٢٣.
(٥) المنتهى مع شرحه ٥/ ٥٩٢.

<<  <   >  >>