أن قول الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} ، ورد في سياق مجادلة كفار العرب الجاحدين للبعث بعد الموت، وتضمنت دليلا عقلياً قاطعاً في إمكان البعث على أصولهم التي يتعارفون عليها.
وتبيّن أن تفسير "أهون" في الآية بهين ليس هو الأولى وإن كان صحيحاً في اللغة والمعنى، وإنما الأنسب تفسيرها على بابها للتفضيل حيث تدل على حجة عقلية.
ويكون قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ} : خبر من الله تعالى يُقرُّ بِهِ المشركون، وهو مقدمة للدليل بعده.
وقوله:{ثُمَّ يُعِيدُهُ} : هي الدعوى المستدلّ لها والتي ينكرها المشركون.
وقوله:{وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} : تتضمن حكما متفقا عليه، يقر به المخاطبون بالدليل من المشركين، هذا الحكم هو:
إعادة الصنع أهون على الصانع من ابتدائه.
وحاصل الدليل: إيجاب العقل الحكم لله بهذا الحكم، من كون البعث أهون عليه من خلق الناس أول مرة، وأنه أولى بذلك لكونه أقدر وأعلم منهم.