للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة"١.

وقال: "والمراد بالبدعة ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعاً، وإن كان بدعة لغة"٢.

وكما حذر صلى الله عليه وسلم من البدع والمحدثات، حذر من التشدد والتنطع في الدين، حيث قال: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً.٣

وقال: "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"٤.

قوله: "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي": يشمل الانصراف عن هديه وسنته إلى الغلو والتنطع، كما تدل على ذلك مناسبة الحديث، كما يشمل العمل


١ إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم والحكم لابن رجب، لسليم عيد الهلالي. ص (٤٠٢) ، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى، (١٤١٢هـ) .
٢ المصدر السابق، ص (٤٠١) .
٣ رواه مسلم، كتاب العلم، باب هلك المتنطعون، ح (٢٦٧٠) ، (٤/٢٠٥٥) .
٤ متفق عليه. تقدم تخريجه، ص (٢٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>