للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة الأولى: دلالة المثل على سبب كفر هذا الصنف من الكفار.

تقدم١ أن هذا المثل فقرة في مضمار تأكيد أن العلم النازل من اللَّه المدلول عليه بالوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الطريق للهداية.

وأن الإعراض عنه بأي شكل من الأشكال، ولأي دافع من الدوافع هو السبب في الضلال.

وهذا المثل يدل بوضوح على أن سبب ضلال الممثّل به - صاحب السراب - وخيبة مسعاه هو تطلب الماء من الشبه الكاذب الخادع وضلاله عن مصدره الصحيح.

وكذلك الممثّل له - كما يقتضيه الاعتبار والقياس - سبب كفره وضلال عمله هو تطلبه العلم والإِيمان من مصادر ضالة خادعة لاحت له فظنها حقاً، وأعرض عن مصدر الهدى الصحيح وهو العلم بالكتاب والسنة.

قال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه اللَّه -: "ومن تمام ذلك أن يعرف أن للضلال تشابهاً في شيئين: أحدهما: الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والثاني: معارضته بما يناقضه، فمن الثاني الاعتقادات المخالفة للكتاب والسنة.


١ انظر ص (٢٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>