للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضَيَاون"١ فلم يهمزوا لأنَّها صحتْ في الواحدِ فجاءتْ على الأَصلِ وقولُ الشَّاعرِ:

وكَحَلِ العَيْنَينِ بَالعَوَاوِرِ٢

إِنَّما تركَ الهمزَ لأنَّهُ أَرادَ: العَوَايرَ ولكنَّهُ احتاجَ فحذفَ الياءَ وتركَ الواوَ على حالِها.

قالَ الأخفشُ: فإذَا جمعت "فَعَلٌّ" نحو: هَبَيٍّ وَرَمَيٍّ وأَنْتَ تريدُ مثلَ: مَعَدٍّ قلتَ: هَبَايٌّ وَرَمايٌّ تجريهِ مجرى ما ليسَ من بناتِ الياءِ نحو: طِمِرٍ٣ ومَعَدٍّ تقولُ: طِمارٌّ ومَعَاد تدعهُ على إدغامِه ولا تظهرُ التضعيفَ وقَد كانَ الأصلُ التضعيفُ لأنَّهُ ملحقٌ ولكنَّ العربَ لما وجدتِ الواحدَ مدغمًا أَجرتِ الجمعَ على ذلكَ.

قالَ: وليسَ هُوَ بالقياسِ وكذلكَ "فَعَلُّ" نحو: غَزَوٍّ تقولُ: غَزَاوٌ إذا جمعتَها. قالَ: وإذا جمعت "فَعْلَلُ" من غَزَوْتُ وَرَمْيتُ وهو غَزْوًَا وَرَمْيًَا قلت: غَزَاوٍ وَرَمَايٍ ولم تَهمزْ لأَنَّها مِنَ الأصلِ٤.

قالَ: فإن أردت فعاليلَ قلتَ: رَمَائِيُّ٥، فهمزتَ لمَّا اجتمعَ ثلاثُ ياءاتٍ قبلَهُنَّ أَلفٌ والألفُ شبهُ الياءاتِ فشبّهوا ذلكَ بالنَسبِ إلى "رايةٍ"


١ ضيون: هو السنور، ويقال له القط، والهر، والخيطل.
٢ في نسخة "ب" مكحل بدلا من وكحل.
٣ طمر: الثوب الخلق. وخلص به ابن الأعرابي الكساء البالي من غير الصوف والجمع إطمار.
٤ انظر: الكتاب ٢/ ٣٩٧.
٥ الأصل في "رمائي"، رمايي، ولكنه همز كما همزوا في راية وآية حين قالوا: رائي، وآئي، فأُجرِي مجرى هذا حين كثرت الياءات بعد الألف. وانظر: الكتاب ٢/ ٣٩٧.
٦ في "ب" تشبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>