للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكنْ أَسماءً فيعلمُ ما سقطَ مِنْها وَهوَ وهيَ اسمانِ مضمرانِ مجراهما مجرى الحروفِ في جميعِ محالِهما١ وكذلكَ قالتِ العربُ: في "لَوِّ" حَيثُ جعلْتُه اسمًا. قالَ الشاعرُ:

ليتَ شِعْري وَأَينَ مِني لَيْتٌ ... إنَّ لَيتًا وإنَّ لَوًا عَنَاءُ٢

فزادَ علَى الواوِ واوًا ليلحقَ الأسماءَ وإنْ سميتَ رجلًا "كَيْ" قلت: هَذا كَيٌّ فاعلَم٣. وكذلكَ كُلٌّ ما كانَ علَى حرفينِ ثانيه ياءٌ أَوْ وَاوٌ أَو أَلفٌ٤.

وقالَ أَبو الحسن الأخفش: ما كانَ علَى حرفينِ فَلم تدرِ مِنَ الواوِ هَوَ أَمْ مِنَ الياءِ فالذي تحملهُ عليهِ الواو لأَنَّ الواوَ أكثرُ فيما عرفنا أَصلَهُ مِنَ الحرفينِ فيما يُعلم أَنَّهُ مِنَ الوا و"أَبٌ" لأَنكَ تقولُ: أَبوانِ وأَخٌ لأَنَكَ تقولُ: أَخوانِ وهَنٌ لأَنكَ تقولُ: هنوانِ٥، وَغدٌ٦ لأَنَّهم قَد قالَوا: وغَدْوًا بَلاقعُ٧.

قالَ: وأما "ذو" ففي القياس أن يكون الذاهب اللام وأنْ يكونَ


١ انظر: المقتضب ٢/ ٢٣٥ والكتاب ٢/ ٣٢.
٢ من شواهد سيبويه ٢/ ٣٢، على تضعيف "لو" لما جعلها اسما على لفظها، وأخبر عنها والبيت لأبي زبيد الطائي. وانظر: المقتضب ١/ ٢٣٥ والمنصف ٢/ ١٥٣ والشعر والشعراء ١/ ٣٠٤. واللسان "أوا" والخزانة ٣/ ٢٨٢ وشرح السيرافي ٤/ ١١١ والجمهرة لابن دريد ٢/ ٢٩. والأغاني ٤/ ١٨١. والمقاييس لابن فارس ٥/ ١٩٩.
٣ وكذلك: ساقط من "ب".
٤ انظر: المقتضب ١/ ٢٣٦.
٥ في "ب" هذا هنوك.
٦ انظر: المنصف ١/ ٦٤ وأبو الحسن يذهب إلى حذف ما وجب الحذف عند رد المحذوف فيقول في النسب إلى غد: غدوي.
٧ يشير إلى قول الشاعر:
وما الناس إلا كالديار وأهلها ... بها يوم حلوها وغدوا بلاقع
وغدوا: معنى غد. يقول بينا هم أحياء إذا ماتوا، وكذلك الديار بنيا هي عامرة إذا أقفرت من أهلها فصارت بلاقع، أي: قفارا.
والبيت للبيد بن ربيعة العامري.
وانظر: المنصف ١/ ٦٤. والشعر والشعراء ١/ ١٧٨. والأغاني ٤/ ٩٥. وأمالي المرتضى ٢/ ١٠٧. واللسان ١٩/ ٣٥٢. ومقاييس اللغة ٤/ ٤١٥. والموشح للمرزباني/ ٩٧. والديوان/ ٢١. طبعة أوربا.

<<  <  ج: ص:  >  >>