للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسواء حصل١ ذلك بواسطة أو بغير واسطة.

ولا يجزىء ذلك عند من قال: لا تصح مقابلته مع أحد غير نفسه ولا يقلد غيره ولا يكون بينه وبين كتاب الشيخ واسطة وليقابل نسخته بالأصل بنفسه حرفا حرفا حتى يكون على ثقة ويقين من مطابقتها له.

وهذا مذهب متروك وهو من مذاهب اهل التشديد المرفوضة في أعصارنا.

اما إذا لم يعارض كتابه بالأصل أصلا٢ فقد سئل الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني٣ عن جواز روايته منه فأجاز ذلك.

واجازه الخطيب أبو بكر أيضا وبين شرطه فذكر أنه يشترط أن يكون نسخته نقلت من الأصل وأن يبين عند الرواية أنه لم يعارض وحكى عن شيخه أبي بكر البرقاني أنه سأل أبا بكر الإسماعيلي هل للرجل أن يحدث بما كتب عن الشيخ ولم يعارض بأصله٤ فقال نعم ولكن لا بد أن يبين أنه لم يعارض.

قال٥ وهذا هو مذهب أبي بكر البرقاني فإنه روى لنا احاديث كثيرة قال: فيها أخبرنا فلان ولم أعارض٦ بالأصل

قلت ولا بد من شرط ثالث وهو أن يكون ناقل النسخة من الأصل غير سقيم النقل بل صحيح النقل قليل السقط.

ثم إنه ينبغي أن يراعى في كتاب شيخة بالنسبة إلى من فوقه مثل ما ذكرنا أنه يراعيه من كتابه ولا يكون٧ كطائفة من الطلبة إذا رأوا سماع شيخ لكتاب قرءوه عليه من أي نسخة اتفقت. انتهى.


١ من ش وع وفي خط: "فيتواصل".
٢ من خط وع وليس في ش.
٣ هكذا في خط "الإسفراييني" ورسمت في ش وع: "الإسفرائيني" وفي ش: "الأ....". هي نسبة إلي إسفرايين ضبطها السمعاني "بكسر الألف وسكون المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها كما في الأنساب "١/١٤٣".
٤ من ش وهـ و"الكفاية" "ص/٣٥٣" وفي خط: "أصله" بدون الباء.
٥ يعني الخطيب في الكفاية "ص/ ٣٥٣".
٦ هكذا في خط وش وع وفي الكفاية"يعارض".
٧ من خط وع وفي ش "ولا يكون منه".

<<  <  ج: ص:  >  >>