للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "١.


قوله: " ثم يأخذهن بشماله ": كلمة (شمال) اختلف فيها الرواة، فمنهم من أثبتها، ومنهم من أسقطها، وقد حكموا على من أثبتها بالشذوذ; لأنه خالف ثقتين في روايتها عن ابن عمر. ومنهم من قال: إن ناقلها ثقة، ولكنه قالها من تصرفه٢. وأصل هذه التخطئة هو ما ثبت في "صحيح مسلم": أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين "٣ وهذا يقتضي أنه ليس هناك يد يمين ويد شمال.
ولكن إذا كانت لفظة "شمال" محفوظة، فهي عندي لا تنافي " كلتا يديه يمين "، لأن المعنى أن اليد الأخرى ليست كيد الشمال بالنسبة للمخلوق ناقصة عن اليد اليمنى، فقال: " كلتا يديه يمين "، أي: ليس فيها نقص، ويؤيد هذا قوله في حديث آدم: " اخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة "٤ فلما كان الوهم يذهب إلى أن إثبات الشمال، يعني: النقص في هذه اليد دون

<<  <  ج: ص:  >  >>