للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وقعت الحرب بين "يوناتان" المكابي "١٦١-١٤٣ ق. م." و"ديمترتوس الثاني"، ضرب "يوناتان" العرب المسمين بالزبديين "Zabadaeans" وأخذ منهم غنائم كثيرة١, حدث ذلك في سنة "١٤٤ ق. م.". ويرى بعض علماء التوراة أن هذه القبيلة العربية قبيلة "زبد" "زبيد" كانت تنزل في موضع في شمال غربي "دمشق"، ويرى بعض آخر احتمال أن ذلك المكان هو "الزبداني"، الذي يبعد عشرين ميلًا من الشأم على طريق دمشق بعلبك٢. وأرى أن من المحتمل أن يكون هؤلاء "الزبديون" هم سكان "زبد"، وهو خرب في الزمن الحاضر، يقع بين قنسرين ونهر الفرات, وقد اشتهر عند المستشرقين بالكتابة التي عثر عليها في هذا الموضع، وقد كتبت باليونانية والسريانية والعربية، ويرجع تأريخها إلى سنة "٥١١م". وقد أدخلهم "يوسفوس" في عداد النبط٣.

و"أرتاس زعيم العرب" الذي طرد "ياسون" من بلاده, حينما التجأ إليه فارًّا من الملك "أنطيوخس"، هو "الحارث" أو "حارثة" وهو من ملوك النبط، ولا شك. وقد ذكر اسمه في سفر المكابيين الثاني٤.

وفي أيام "سترابون" كان العرب في جملة سكان مدن فلسطين، مثل القدس و"يافا" و"الجليل"٥. وذكر "سترابون" أن "الأدوميين" "Idumaens" كانوا يقطنون الأقسام الغربية من "اليهودية" "Iudaea"، وهم على حد قوله من "النبط". ولما كان "سترابون" قد نقل كلامه من موارد أخرى قديمة، فما ذكره يفيد أن العرب كانوا يقيمون في فلسطين قرونًا عديدة قبل الميلاد.

وقد ذكر العرب في جملة الشعوب الساكنة في "أورشليم" يوم مرور الخمسين يومًا على المسيح. ويظهر من أعمال الرسل أن أهل القدس كانوا خليطًا في تلك الأيام من معظم شعوب العالم المعروفة يومئذٍ٦.


١ سفر الكابيين الأول, الإصحاح الثاني عشر, الآية ٣١ فما بعدها.
٢ Hastings, P. ٩٨٢, Beeton, Dictionary of Religion Philosophy and law, P. ١٨٠٩
٣ Anti. XIII, ٥, ١٠, Beeton, Dictionary, P. ١٨٠٩
٤ المكابيون الثاني، الإصحاح الخامس، الآية ٥ فما بعدها. Dubnow, II, S. ٤٨
٥ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٣٣١".
٦ أعمال الرسل، الإصحاح الثاني، الآية ٩ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>