للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه، مازحه الأحنف بمثله١. وروي أن رسول الله قال لكعب: أترى الله نسي قولك:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبنّ مغالب الغلاب٢

وجاء في رواية يضعفها العلماء، أن "حسان بن ثابت" وكعب بن مالك، والنعمان بن بشير، دخلوا على "علي" فناظروه في شأن "عثمان" وأنشده كعب شعرا في رثاء عثمان، ثم خرجوا من عنده، فتوجهوا إلى معاوية فأكرمهم. وروي أنه كان ممن رثى عثمان، ولم يرد في الأخبار أنه ساهم في حرب علي ومعاوية٣. وذكر أنه فقد بصره في آخر عمره. وتوفي في زمن معاوية سنة خمسين، وقيل ثلاث وخمسين٤.

و"عبد الله بن رواحة" من الخزرج، وهو أبو محمد، ويقال "أبو رواحة"، ويقال "أبو عمرو"، وكان من شعراء يثرب المعروفين: وهو أحد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا، وكان ممن يكتب للنبي، وكان ممن يكتب في الجاهلية، وهو الذي جاء ببشارة وقعة بدر إلى المدينة، وبعثه رسول الله في ثلاثين راكبا إلى "أسير بن رقرام" "يسير بن رزام" اليهودي بخيبر فقتله. وقد استشهد بمؤتة سنة سبع٥. وليس له عقب. وهو خال "النعمان بن بشير" الأنصاري. وكان عظيم القدر في قومه، سيدا في الجاهلية، وليس في طبقته أسود منه. وكان في حروبهم في الجاهلية يناقض قيس بن الخطيم٦.

وهو يختلف عن حسان في كونه محاربا، اشترك مع الرسول في معاركه، ومات قتيلا محاربا٧.


١ تاج العروس "٩/ ٢٣٢"، "سخن".
٢ ابن سلام، طبقات "٥٤".
٣ الإصابة "٣/ ٢٨٦"، "رقم ٧٤٣٤"، الأغاني "١٥/ ٢٨ وما بعدها".
٤ الاستيعاب "٣/ ٢٧٢"، "حاشية على الإصابة".
٥ الإصابة "٢/ ٢٩٨ وما بعدها"، "رقم ٤٦٧٦"، شرح شواهد، للسيوطي "١/ ٢٨٨"، أعلام النبلاء "١/ ١٦٦"، ابن حبيب، كنى الشعراء "٢٨٩"، "أسير بن زارم"، المحبر "١١٩".
٦ ابن سلام، طبقات "٥٤"، الخزانة "٢/ ٣٠٤ وما بعدها"، "هارون".
٧ المخبر "١١٩، ١٢١، ١٢٣، ٢٦٩، ٢٧١، ٢٧٩، ٢٨٧، ٤٢١".

<<  <  ج: ص:  >  >>