للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى "شرح المعلقات السبع، وما ضم إليها للتبريزي ولأبي جعفر النحاس، وشرح السبع العاليات للكميت، وشرح القصائد المختارة للتبريزي"١. وتلفت جملة: "وشرح السبع العاليات للكميت" النظر، لأنها جاءت في أثناء تحدث "السيوطي" عن الكتب التي رجع إليها في جمع مادة كتابه، وفي أثناء تحدثه على المعلقات السبع وما ضم إليها للتبريزي ولأبي جعفر النحاس، مما يدل على أنه قصد بشرح السبع العاليات للكميت، قصائد سبعًا مختارة لها صلة بهذه المعلقات السبع، ولا سيما وقد ذكر بعد هذا الشرح اسم شرح القصائد المختارة للتبريزي، التي هي المعلقات العشر، وأنه لم يقصد بالقصائد السبع "الهاشميات"، "هاشميات" الكميت وهي أيضا سبع قصائد، من شعر هذا الشاعر، عرفت بالهاشميات. ولو كان قصدها بالذات لدعاها باسمها الذي عرفت به، وهو "الهاشميات"٢، وإنما قصد كتابا آخر، اسمه: "شرح السبع العاليات"، ولفظة "العاليات" نعت للقصائد السبع. ولم يتحدث السيوطي ويا للأسف عن هذا الشرح بأي شيء، فهل يكون الكميت المتوفى سنة "١٢٦هـ"، أي قبل "حماد"، قد اختار سبع قصائد جاهلية وضمها في ديوان عرف بـ "السبع العاليات" وقف عليها "حماد" أو صارت إليه، فأملاها فنسبت إليه، على عادة القدماء في ذلك الوقت، من أخذهم الكتب والروايات القديمة، ثم إملاءها على تلامذتهم، فتنسب إليهم، فتكون المعلقات إذن من جمع الكميت، رواية حماد!

ويفهم من خبر مذكور في "خزانة الأدب" أن الخليفة "عبد الملك بن مروان" أمر فطرح شعر أربعة من أصحاب المعلقات، وأثبت مكانهم أربعة. ومعنى هذا الخبر هو وجود المعلقات قبل أيام عبد الملك. وفي الكتاب خبر آخر هو أن بعض أمراء بني أمية أمر من أختار له سبعة أشعار، فسماها المعلقات٣، وفي رواية أخرى: المعلقات الثواني ولم يعين المورد الشخص الذي أمر باختيار تلك الأشعار، ولا الشخص الذي قام بالاختيار. ولعله قصد الوليد وحمادا،


١ السيوطي، شرح "١١".
٢ القصائد الهاشميات، للكميت "مطبعة الموسوعات بمصر، ١٣٢١هـ"، بروكلمان "١/ ٢٤٣"، وطبعت بليدن سنة ١٩٠٤م، زيدان، تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٣١٦".
٣ خزانة الأدب، للبغدادي "١/ ٦١".
٤ الرافعي، تأريخ آداب العرب "٣/ ١٨٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>