للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهرين أعملها نصًّا على وجل ... أرجو بذاك ثواب الله يا رجل

أنت النبي الذي كنا نخبره ... وبشرتنا بك التوراةُ والرسل١

والذي نعرفه أن لسان أهل حضرموت لم يكن في هذا العهد على هذا البيان والعربية، وإنما كان على عربية حضرموت، ولا أدري إذا كان هذا الرجل يعرف شيئًا عن التوراة والرسل، أو سمع باسم التوراة وبالرسل حتى يذكرها ويذكر رسل الله في هذا الشعر.

ومن هذا النوع ما روي من شعر الجن والهواتف: من مثل الشعر المبشر بقرب ظهور نبي، كما في قصة راشد بن عبد ربه السُّلمي التي رواها عن سبب إسلامه، وما سمعه من هاتف يصرخ من جوف الصنم، بظهور نبي٢، أو من شعر آخر، قيل على ألسنة الجن، في أغراض مختلفة وهو كثير، من ذلك قولهم:

وقبر حربٍ بمكانٍ قفر ... وليس قرب قبر حربٍ قبر

وقائله مجهول. فلما رأوا أن من الصعب إنشاده ثلاث مرات في نسق واحد فلا يتتعتع ولا يتلجلج، قيل لهم: إنه من شعر الجن. فصدقوا بذلك٣.

وذكر أهل الأخبار اسم شاعر من الجن، قالوا له: "مالك بن مالك" الجني. فقد زعموا أن خريم بن فاتك الأسدي، خرج في بغاء إبل له، فأصابها بالأبرق، فقال: أعود بعظيم هذا الوادي، فإذا هاتف يهتف:

ويحك عذ بالله ذي الجلال ... منزل الحلال والحرام

فقال خريم:

يا أيها الداعي فما تحيل ... أرشد عندك أم تضليل


١ ابن سعد، طبقات "١/ ٣٥٠"، "وفد حضرموت".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٣١٧".
٣ البَيَانُ والتَّبْييُنُ "١/ ٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>