للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مكة عام الهجرة، ومعه تجارة من تمر وملاحف، فلقيه النبي، وهداه إلى الإسلام، وكان مثل قومه نصرانيًّا، فأسلم، وتعلم سورة الحمد واقرأ باسم ربك. فلما باع تجارته وعاد، أخبر خاله "الأشج" بإسلامه، فأسلم وكتم إسلامه حينًا، فلما كان عام الفتح، خرج مع وفد من أهل "هجر" وعبد القيس، وصل المدينة، وقابل الرسول، وأعلنوا إسلامهم، فقدموا بلادهم، وحوّلوا "البيعة" مسجدًا١.

وممن اشتهر من "بني عبد القيس" بالخطابة والفصاحة: "صعصعة بن صوحان" العبدي، وأخواه: "سيحان" و"زيد". وقد شهد "صفين" مع "علي"، وكانت له مواقف مع معاوية، وقد مات في خلافته. "وقال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب"، وله شعر٢.

وذكر في أثناء تحدث أهل الأخبار عن "الردة" وادعاء "لقيط بن مالك" الأزدي النبوة، أن "الحارث بن راشد"، و"صيحن بن صوحان" العبدي جاءا على رأس مدد من "بني ناجية" و"عبد القيس"، لمساعدة "عكرمة" و"عرفجة"، و"جبير"،و"عبيد"، فاستعلاهم، فلما وصل المدد انهزم "لقيط"، وقتل ممن كان معه عشرة آلاف٣. ولعل "صيحان" هذا هو أخ "صعصعة بن صوحان".

ومن منازل "عبد القيس" "دارين" و"الزارة"، وكان بها رهبان وبيع٤، ويظهر أن النصرانية كانت متفشية بين "عبد القيس"،وردت إليها من العراق. وكان "بنو عبد القيس" من العرب المتحضرين بالنسبة إلى أعراب البوادي، ولهم اتصال بالعالم الخارجي، وقد قام المبشرون بنشر الكتابة بينهم، ولا بد وأن تكون كتابتهم بالقلم العربي الشمالي، الذي كان يكتب به النصارى العرب. ونجد في قرى البحرين أناسًا من مختلف الأجناس، بسبب اتصالها بالبحر.


١ الإصابة "٢/ ١٧١"، "رقم٤٠٤١"، "٣/ ٥"، "رقم٥٩٠٣".
٢ الإصابة "٢/ ١٩٢"، "رقم٤١٣٠"، البيان "١/ ٩٦"، جمهرة الأمثال "٢/ ١٤٤".
٣ الإصابة "٢/ ١٩٣"، "٤١٣٣".
٤ الإصابة "٢/ ١٧١"، "رقم٤٠٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>