للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرياحي، قال: علَّي به، فجاء، فقال: ناد في أصحابك أن مسيلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد: صلاة العشاء الآخر وصلاة الفجر١". وأما "سيف" فذكر أنه صالحها "على أن يحمل إليها النصف من غلات اليمامة، وأبت إلا السنة المقبلة يسلفها، فباح لها بذلك، وقال: خلفي على السلف من يجمعه لكِ، وانصرفي أنت بنصف العام، فرجع فحمل إليها النصف، فاحتملته وانصرفت به إلى الجزيرة"٢.

وذكر أن "سجاح" لما دخلت قبة "مسيلمة"، "قالت له: أخبرني بما يأتيك به جبريل؟ فقال لها: اسمعي هذه السورة: انكن معشر النساء خلقن أمواجًا، وجعل الرجال لكن أزواجًا، يولجن فيكن إيلاجًا، لا ترون فيه فتورا ولا إعوجاجا، ثم يخرجونه منكن إخراجا، فقالت له: صدقت، والله إنك لنبيّ مرسل"، وهي قصة أخذت من موارد سابقة، مثل الطبري، غير أنها غيرت فيها بعض التغيير، تنتهي بأنه رفع عن قومها صلاة العشاء والصبح لأجل المهر٣.

وزعم أن "من قرآن مسيلمة الذي يزعم أنه نزل عليه، لعنه الله عليه: والنازعات نزعا، والزارعات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات ذروا، فالطاحنات طحنا، والنازلات نزلا، فالجامعات جمعا، والعاجنات عجنا، فالخابزات خبزا، والثاردات ثردا، فالآكلات أكلا، والماضغات مضغا، فالبالعات بلعا"٤.

وقد اتخذ قتل "مسيلمة" فخرًا، فادعى قتله بنو عامر بن لؤي، وادعى بعض الخزرج قتله، وادعى "بنو النجار" قتله، وادعى "حبشي" قاتل حمزة قتله، وكان "معاوية يدعي قتله" ويدعي ذلك له "بنو أمية". وذكر أن "عبد الملك بن مروان" قضى لمعاوية بقتل مسيلمة٥، وهو قضاء سياسي لا أصل له بالطبع.


١ الطبري "٣/ ٢٧٣ وما بعدها".
٢ الطبري "٣/ ٢٧٥".
٣ نزهة الجليس "١/ ٤٧٣ وما بعدها"
٤ نزهة الجليس "١/ ٤٧٤".
٥ البلاذري، فتوح "٩٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>