للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستفهام إذا أنكروا أن يكون رأي المتكلم على ما ذكر في كلامه أو يكون على خلاف ما ذكر.

فإذا قلتَ: رأيت زيدًا، وأنكر السامع أن تكون رأيته، قال: زيدًا إنيه! بقطع الألف وتبيين النون، وبعضهم يقول: زيد نيه! كأنه ينكر أن يكون رأيك على ما ذكرت١.

وذكر "الرافعي" الأمور التالية على النوع الثالث، من تغيير الحركات في الكلمة الواحدة حسب اختلاف اللهجات:

هَلُمّ في لغة أهل الحجاز تلزم حالة واحدة بمنزلة رويد، على اختلاف ما تسند إليه مفردًا أو مثنى أو جمعًا، مذكرًا أو مؤنثًا؛ وتلزم في كل ذلك الفتح؛ وفي لغة نجد من بني تميم تتغير بحسب الإسناد، فيقولون: هلمَّ يا رجل، وهلمي، وهلما، وهلمّوا، وهلمُمْنَ؛ وإذا اسندت لمفرد لا يكسرونها. فلا يقولون: هَلِمَّ يا رجل، ولكنها تكثر في لغة كعب وغنى.

وفي لغة تميم يكسرون أول فَعِيل وفَعِل إذا كان ثانيهما حرفًا من حروف الحلق الستة، فيقولون في لئيم ونحيف ورغيف وبخيل: لِئيم، ونحيف بكسر الأول، ويقولون: هذا رجل لِعِبٌ، ورجل مِحِكٌ، كل ذلك بالكسر وغيرهم بفتحه.

في لغة خزاعة يكسرون لام الجر مطلقًا مع الظاهر والضمير، وغيرهم يكسرها مع الظاهر ويفتحها مع الضمير غير ياء المتكلم؛ فيقولون: المال لِكَ ولِهُ.

هاء الغائب مضمومة في لغة أهل الحجاز مطلقًا إذا وقعت بعد ياء ساكنة، فيقولون: لَدَيْهُ وعَلَيْهُ؛ ولغة غيرهم كسرها.

في لغة الحجازيين يحكوم الاسم المعرفة في الاستفهام إذا كان علما كما نُطق به، فإذا قيل: جاء زيد، ورأيت زيدًا، ومررت بزيد، يقولون: من زيدُ؟ ومن زيدًا؟ ومن زيد؟ أما إذا كان غير علم: كجاءني الرجل، أو كان علمًا موصوفًا: كزيد الفاضل، فلا يستفهمون إلا بالرفع، يقولون: من الرجلُ؟ ومن زيدٌ الفاضل؟ في الأحوال الثلاث.


١ الرافعي "١/ ١٤٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>