للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من قتل ابن خطل، فهو في الجنة". فقتل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة"١. وهذا وهم، وقد خلط صاحب هذا الخبر بين "عبد الله بن أبي سرح" وبين "ابن خطل" الذي لم يرد في الأخبار أنه كتب للرسول.

وذكر "ابن دحية" أن في "بني النجار" كاتبًا كان يكتب الوحي للرسول ثم تنصر٢. وهو خبر لا نجده في الموارد الأخرى، ولم ينص على اسم الكاتب، والأغلب في نظري أنه من الأخبار الموضوعة، وضع على بني النجار للإساءة إليهم، وضعه من كان يتحامل عليهم.

ويظهر أن كتّاب الرسول قد وزعوا الأعمال الكتابية فيما بينهم، أو أن الرسول هو الذي وزع تلك الأعمال عليهم، بحيث خصص كل واحد منهم بعمل من الأعمال. فقد روي أن عليًّا وعثمان كانا يكتبان الوحي فإن غابا كتب أُبي بن كعب وزيد بن ثابت. وأن خالد بن سعيد بن العاص ومعاوية يكتبان بين يديه في حوائجه، وأن المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير يكتبان ما بين الناس. وأن عبد الله بن الأرقم والعلاء بن عقبة يكتبان بين القوم في قبائلهم ومياههم وفي دور الأنصار بين الرجال والنساء. وأن زيد بن ثابت يكتب إلى الملوك مع ما كان يكتبه من الوحي. وأن معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي يكتب مغانم رسول الله. وأن حنظلة بن الربيع "ربيعة" بن المدقع بن أخي أكثم بن صيفي الأسدي "الأسيدي"، خليفة كل كاتب من كتّاب النبي، إذا غاب عن عمله فغلب عليه اسم الكاتب. وكان يضع عنده خاتمه. وقال له: الزمني وأذكرني بكل شيء لثالثة. فكان لا يأتي على مال ولا طعام ثلاثة أيام أذكره، فلا يبيت رسول الله وعنده شيء منه٣. فهو كاتب عام يكتب للرسول في كل أموره، وهو خليفة كل الكتّاب. ولهذا غلبت عليه لفظة "الكاتب". وقد كانت وفاته في خلافة "عمر"، ومات في "الرها" من بلاد مضر٤.


١ ابن سيد الناس، عيون الأثر "٢/ ٣١٦".
٢ ابن سيد الناس، عيون الأثر "٢/ ٣١٦".
٣ الجهشياري "١٢ وما بعدها"، المسعودي، التنبيه "٢٤٥"، المعارف "١٣٠".
٤ المسعودي، التنبيه "٢٤٦"، المعارف "١٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>