للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان "الوليد بن الوليد" وهو أخو "خالد بن الوليد" ممن يكتب ويقرأ، وكان "خالد" ممن يقرأ ويكتب كذلك. وكان الوليد سبب إسلام "خالد". فقد كان قد فر من مكة ولحق بالرسول عمرة القضيّة، وكتب إلى أخيه خالد، أن الرسول قال له: "لو أتانا، لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام في عقله"، فوقع الإسلام في قلب خالد. وكان سبب هجرته١.

وكان "نافع بن ظريب بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي" القرشي ممن يكتب. أسلم يوم الفتح. وهو الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب٢، أو المصحف له. وذكر أنه كان يكتب المصاحف، وأنه كتب المصاحف لعثمان٣، فيظهر أنه كان من نسّاخ المصاحف، ينسخها للناس.

وكان "حاطب بن أبي بلتعة" من الكتّاب. وكان حليفًا لبني أسد بن عبد العُزى، ويقال: حالف الزبير، وقيل: مولى "عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد". وهو الذي كتب كتابًا إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول الله إليهم، فنزلت فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} ٤.

وقد شهد مع علي بن أبي طالب على كتاب رسول الله لسلمة بن مالك السلمي، الذي كتب الرسول به إقطاعه ما بين ذات الحناظى إلى ذات الأساود٥.

وكان الحكم بن أبي أحيحة سعيد بن العاصي، وهو الذي سمّاه رسول الله "عبد الله" من أولئك الذين أمرهم الرسول أن يعلم الكتاب بالمدينة. وكان كاتبًا قتل يوم "مؤتة"٦.

يقول أهل الأخبار: ولما نزل الوحي كان "في قريش سبعة عشر رجلًا كلهم يكتب: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وطلحة، ويزيد بن أبي سفيان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وحاطب بن عمرو، أخو سهيل بن عمرو العامري من قريش،


١ نسب قريش "٣٢٤".
٢ الاستيعاب "٣/ ٥١٠"، "حاشية على الإصابة".
٣ الإصابة "٣/ ٥١٥"، "رقم ٨٦٥٨".
٤ الإصابة "١/ ٢٩٩"، "رقم ١٥٣٨"، المقريزي، إمتاع "١/ ٣٦٢".
٥ ابن سعد، طبقات "١/ ٢٨٥".
٦ نسب قريش "١٧٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>