للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال للنمط الزوج كذلك, وقيل: الزوج: الديباج واللون١.

وأما السبج، فالسبجة درع عرض بدنه عظمة الذراع، وله كُمّ صغير نحو الشبر، تلبسه ربات البيوت. وقيل: هي بردة من صوف فيها سواد وبياض, وقيل: ثوب له جيب ولا كمَّين له، يلبسه الطيَّانون. وقيل: هي مدرعة كمها من غيرها, وقيل: كساء أسود، أو القميص. وهي لفظة معربة أصلها بالفارسية "شبي", وذكر أن "السباج" ثياب من جلود٢.

وقد كانت بعض الثياب المستوردة من بلاد الشام ومصر ومن الأرضين التي تسودها أكثرية نصرانية -ترد وعليها صلبان منسوجة. فلما جاء الإسلام، وأمر بطمس الصلبان، وكان الرسول إذا رأى الصليب في ثوب قضبه وقطع موضعه أو نقشه٣.

وإذا كان الحرير المعروف بـ"الخسرواني"، معروفًا حقًّا عند الجاهليين، فإنه يدل على أنه كان مستوردًا من العراق، بدلالة اسمه عليه. ويذكر علماء اللغة أنه منسوب إلى الأكاسرة، وأنه حرير رقيق حسن الصنعة٤.

ولفظة "حرير" من الألفاظ المستعملة في العربية، غير أن من الصعب تعيين أصلها. وقد ذكر "سترابون" أن اليونان أخذوا الحرير من الهنود؛ ولذلك أطلقوا عليه لفظة أخذوها من اسم أحد الشعوب الهندية, أما العبرانيون فقد أطلقوا عليه لفظة "مسى"٥. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن لفظة "سريقوم" "Sericum" الواردة في النصوص الكلاسيكية تعني الحرير الخام, ووردت في العبرانية لفظة "دمشق" "Demeshek"، يرى بعض العلماء أنها تعني حريرًا دمشقيًّا،


١ قال الأعشى:
وكل زوج من الديباج يلبسه ... أبو قدامة، محبو بذاك معا
وقال لبيد:
من كل محفوف، يظل عصية ... زوج، عليه كله وقرامها
اللسان "٢/ ٢٩٣".
٢ اللسان "٢/ ٢٩٤".
٣ المعرب "ص٣٠٥".
٤ المعرب "ص١٣٥"، "والخسرواني "بضم الأول والثالث": شراب ونوع من الثياب كالخسروي. قال الزمخشري: منسوب إلى خسروشاه من الأكاسرة"، تاج العروس "٣/ ١٧٦".
٥ اللسان "٤/ ١٨٤"، Hastings, vol. I, p. ٦٢٤. "١٩١٠"

<<  <  ج: ص:  >  >>