للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معدنًا للفضة١, ومعدن "شمام" معدن فضة ومعدن نحاس وصفر، "وكان به ألوف من المجوس الذين يعملون المعدن، وكان به بيتا نار يعبدان٢"، ومعدن "شيبان"٣، ومعدن "اليحموم".

وقد ذكر "الهمداني" أن بـ"قرية المعدن" معدن فضة، فضة لا نظير لها في الغزر، وبقربه معدن الرضراض٤، وهو معدن فضة كذلك، لا نظير له٥. وذكر صاحب كتاب بلاد العرب أن "خزبة" معدن من معادن اليمامة، وكانت جبالها إنما هي فضة، ثم مسخت معادنها فصارت شيئًا آخر؛ إذ صيرت إلى "الكوج" التي كانت تخلص فيه، وتخلصت تصدعت كتصدع الزجاج، لا ينتفع بها٦.

و"اللجين": الفضة٧، و"الوذيلة": القطعة من الفضة، وقيل: السبيكة منها، وقيل: القطعة من الفضة المجلوة، ولعل ذلك هو الذي حمل الطائيين على تسمية المرآة "الوذيلة"؛ لأن المرآة في ذلك الوقت صفيحة من المعدن مجلوة، ينظر فيها٨.

وقد كانت السلطات الحاكمة تأخذ "الخمس" من معادن "الفرع"، و"نجران"، و"ذي المروة"، و"وادي القرى"٩. مما يدل على أن الناس كانوا يستغلون مناجم هذه الأرضين في الإسلام.

ويظهر أن ما كان يستخرجه أهل الجاهلية من الذهب والفضة من معادنهما لم يكن بمقياس واسع, وبكميات كبيرة تصلح للتصدير إلى الخارج، بدليل أننا لم نعثر على خبر عنه لا في كتابات المسند ولا في روايات أهل الأخبار، ثم إنهم لو كانوا يستخرجون المعدنين المذكورين بكميات وافرة، لاستمروا على الاستخراج ولحسنوا كيفية استخلاص المعدنين المذكورين من معدنهما إلى ظهور الإسلام،


١ تاج العروس "٢/ ٧٤"، "عسج"، بلاد العرب "٢٤١"، الصفة "١٤٧، ١٤٩، ١٥٣".
٢ بلاد العرب "٢٣٦"، الصفة "١٤٩، ١٥٤".
٣ بلاد العرب "٣٩٨".
٤ الصفة "٨١".
٥ الصفة "٢٠٢".
٦ بلاد العرب "٣٧٩ وما بعدها".
٧ تاج العروس "٩/ ٣٣٠"، "لجن".
٨ تاج العروس "٨/ ١٥٣"، "وذل".
٩ البلاذري، فتوح "٢٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>