للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموضع الذي يكون فيه العذاب بعد الحشر، فيخلد فيه أصحاب الآثام والمعصية. واللفظة من أصل عبراني على رأي المستشرقين وعلماء الساميات هو "جحينوم" "جهينوم" "Gehinnom"، أي "وادي حينوم١" "Hinnom". وهو واد يدور حول القدس نحو أربعة كيلو مترات، ويعرف اليوم باسم "وادي الربابي"، وقد كان اليهود الوثنيون يقربون في موضع منه يسمى "توفيث" "Topheth"، الصبيان قرابين للإله "ملوخ" MoIech=MoIoch" يقدمونها ذبائح محروقة إكراما له، ثم صار هذا الموضع محلا ترمى فيه أقذار المدينة وجثث الحيوانات، وتحرق هناك لئلا تنتشر منها الأوبئة، وصار الموضع رمزا للجحيم، ومنه أخذت لفظة "جهنه" "Gehenna" التي هي جهنم٢، الموضع الذي يعاقب فيه المجرمون بعد الموت. وهو موضع يقع تحت الأرض، واسع جدا، وأكبر حجما من الأرض. يلقى فيه الآثمون جزاء إثمهم في الدنيا ومخالفتهم شريعة الرب فيبقون فيه فيعذبون. وقد اختلف في موضوع أبدية التعذيب وبقاء وجهنم، فمنهم من رأى جهنم خالدة، وأن العذاب أبدي، ومنهم من ذهب إلى أنها ترفع بعد انتهاء التعذيب٣.

وقد وردت لفظة جهنم في مواضع متعددة، من شعر أمية بن أبي الصلت، كما ورد فيه وصفها وكيفية التعذيب فيها٤. ولمعرفة أصل هذا الشعر: هل هو


١ Ency I P ٩٩٨ Shorter Ency p ٨١
٢ Hastings p ٢٨٥
٣ متى، الاصحاح الخامس، الآية ٢٩، الاصحاح العاشر، الآية ٢٨،
Hastings p ٢٨٥
٤ "ورد في تأريخ دمشق لابن عساكر "٣/ ١٢٤": قال عبد الله بن مسلم الدينوري: سئلت هل وجدتم لجهنم ذكرا في الشعر القديم، فقلت: هذا يحتاج إلى تتبع وطلب. وقد أتذكر فلم أذكر إلا شيئًا وجدته في شعر أمية بن أبي الصلت، فإنه قال:
فلا تدنو جهنم من برئ ... ولا عدن يطالعها أثيم
إذا شبت ثم وارت ... وأعرض عن قوانسها الجحيم
وروي البيت في المخصص "٩/ ٦":
جهنم لا تبقى بغيا ... وعدن لا يطالعها رجيم
وذكر للعديل بن الفرخ "ياقوت "٤/ ١١٧" قوله في نار جهنم وجنة الخلد:
أما ترهبان الدار في ابني أبيكما ... ولا ترجون الله في جنة الخلد
وقد ورد اسم جهنام في شعر الأعشى. قال "التاج ٧/ ٣٧٢":
دعوت خليلي مسحلا ودعوا له ... جهنام جدعا للهجين المذمم
النصرانية "٤٦٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>