للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى وإن كان راهبا اشمط١. وقد أشار إلى "ثوبي راهب الدير" وإلى الحلف بثوبيه٢.

وورد في الشعر ما يفيد بانقطاع الرهبان في الأماكن الصعبة القصية مثل قلل الجبال وذراها، حيث لا يأتيهم الناس، فيعيشون في خلوة وانقطاع عن البشر٣. ومن الأماكن التي اشتهرت بوجود الرهبان فيها أرض مدين٤. ووادي القرى ومنازل تنوخ وصوران وزبد٥.

وقد سبح الرهبان ورجال الدين، الله، في الكنائس وفي الأديرة بألحان عذبة جميلة، ورتلوا الزبور والأسفار المقدسة الأخرى. وقد عرف الجاهليون ذلك عنهم، وأشاروا إلى ذلك في شعرهم، وربما كان بعضهم يحضر تلك التراتيل ويستأنس بها على الرغم من وثنيته وعدم اعتقاده بالنصرانية.

ويقال للراهب الزاهد، الذي ربط نفسه عن الدنيا: الربيط. وقيل له: الحبيس. وذكر أن الربيط، هو المتقشف الحكيم٦، وأن الحبيس هو الذي حبس نفسه في سبيل الله، فقبعوا في الأديرة وابتعدوا عن الناس. فصاروا كالحبساء٧.


١ تفسير القرطبي، "٦/ ٢٥٨".
لو أنها عرضت لاشمط راهب ... عبد الإله صرورة متعبد
كرنا لرؤيتها وحسن حديثها ... ولخاله رشدا وإن لم يرشد
٢ تاج العروس "١/ ٢٨١".
٣ لو كلمت رهبان دير في القلل
لانحدر الراهب يسعى فنزل
اللسان "١/ ٤٣٧" "صادر"، تاج العروس "١/ ٢٨١"، المقريزي، السلوك في معرفة سير الملوك "١/ ١٨٢" تفسير الطبري "٢٧/ ١٥٨"، "البابي"، الكشاف "٢/ ٣١"، الدر المنثور "٦/ ١٧٧"، تفسيرالخازن "٢/ ٢١٦". "٤/ ٢٣٢".
لو أنها عرضت لاشمط راهب ... في رأس مشرفة الذرى متبتل
الأغاني "١٩/ ٩٢" "دار الثقافة بيروت"، وقد نسب هذا الشعر إلى ربيعة بن مقروم الصيفي. وقد مر النصف الأول من هذا البيت من شعر نسب إلى النابغة الذبياني في تفسير القرطبي "٦/ ٢٥٨"ز
٤ قال جرير:
رهبان مدين، لو رأوك تنزلوا ... والعصم، من سعف العقول، الغادر
اللسان "١/ ٤٣٧" "صادر"، تفسير الطبري "٧/ ٤".
٥ النصرانية، الجزء الثاني، القسم الأول "١٩٦ وما بعدها".
٦ تاج العروس "٥/ ١٤٣"، القاموس المحيط "٢/ ٣٦١"، المقريزي، سير "١/ ١٨٢" البلدان "٢/ ٢١٣" "صادر".
٧ النصرانية، الجزء الثاني، القسم الأول "١٩٧"، البلدان "٢/ ٢١٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>