للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما المناسبات المحزنة كالموت والكآبة، فقد كانوا يستعملون فيها نغمات حزينة وهادئة للتخفيف من شدة الحزن والكآبة والألم. وقد كانت لهم في ذلك ألحان وأوزان ونغم.

وأما "الهزج"، فالخفيف الذي يرقص عليه، ويمشي بالدف والمزمار، فيطرب ويستخف الحليم١.

وذكر أن الهزج من الأغاني ما فيه ترنم، وصوت مطرب، وقيل: هو صوت فيه بحح، وصوت دقيق مع ارتفاع. وكل كلام متدارك متقارب في خفة هزج٢. فهو الخفيف المطرب من الغناء.

وكانت المناسبات المفرحة مثل الزواج تقترن بالعزف والغناء. روي أن رسول الله لما كان غلامًا يرعى غنمًا ومعه غلام من قريش يرعى معه كذلك قال له: "لو أنك أبصرت غنمي حتى أدخل مكة، فأسمر بها كما يسمر الشباب، قال: أفعل. فخرجت أريد ذلك حتى جئت أول دار من ديار مكة، سمعت عزفًا بالدفوف والمزامير. فقلت ما هذا؟ فقالوا: فلان تزوج فلانة بنت فلان.

فجلست أنظر إليهم"٣. وذكر أن من عادة أهل مكة أن يفعلوا ذلك عند الزواج.

وفعل أهل يثرب ذلك أيضًا في مثل هذه المناسبات وفي مناسبات الفرح الأخرى٤.


١ العمدة "٢/ ٣١٤"، كتاب اللهو والملاهي، لابن خرداذبه "ص١٦ وما بعدها"، "المطبعة الكاثوليكية، بيروت".
٢ تاج العروس "٢/ ١١٦"، "هزج".
٣ نهاية الأرب "٤/ ١٤٥".
٤ رغبة الآمل من كتاب الكامل "٦/ ٩٠٨"، "للمرصفي".

<<  <  ج: ص:  >  >>