للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن قيس عيلان وعكّ بطون عرفت بعبس، وهي تسمية معروفة وردت في الكتابات الصفوية والتدمرية والنبطية١، فهي من الأسماء القديمة المعروفة عند العرب الشماليين.

وتعد عبس جمرة من جمرات العرب، وجمرات العرب هي: ضبّة بن أد، وعبس بن بغيض، والحارث بن كعب، ويربوع بن حنظلة، وبنو نمير بن عامر أو أقل من ذلك على حسب تعدد الروايات٢. ويقصدون بالجمرة القبيلة التي لا تنضم إلى أحد، ولا تحالف غيرها، وتصبر في قتال من يقاتلها من القبائل، أو القبيلة التي يكون فيها ثلاثمائة فارس أو ألف فارس٣. وهو تعريف لا يمكن أن ينطبق على قبيلة ما من القبائل، حتى على هذه القبائل التي قالوا عنها إنها الجمرات، فلا بد في القتال بين القبائل من حلف، ومن طلب مساعدة القبائل الأخرى. ولذلك نجد الأخباريين يذكرون أن بعض هذه القبائل طفئت لأنها حالفت القبيلة الفلانية. فذكروا أن ضبة طفئت لأنها حالفت الرباب، وأن الحارث طفئت لأنها حالفت مذحجًا، وأن عبْسًا طفئت أيضًا لانتقالها إلى بني عامر بن صعصعة يوم جبلة٤. وهكذا إذا استقصيت كلام الأخباريين الوارد في مناسبات أخرى عن هذه القبائل، تجد أنه يصادم ما قالوه من عدم تحالف القبائل المذكورة وانضمامها إلى القبائل الأخرى. وظنّي أن شهرة عبس في الشجاعة خاصة من دون القبائل الأخرى إنما وردت إليها من هذا القصص المروي عن عنترة بن شداد.

ومن ولد ذبيان٥ فزار وسعد٦، وفي روايات أخرى أن والد سعد هو ثعلبة


١ ency., I, p. ٧٣.
٢ المحبر "ص٢٣٤".
٣ تاج العروس "٣/ ١٠٧"، لسان العرب "٥/ ٢١٥"، القاموس "١/ ٣٩٣".
٤ من شعر ينسب لأبي حية النميري:
لنا جمرات ليس في الأرض مثلها ... كرام وقد جربن كل التجارب
نمير وعبس يتقى بفنائها ... وضبة قوم بأسهم غير كاذب
تاج العروس "٣/ ٣٠٧"، لسان العرب "٥/ ٢١٥"، منتخبات "ص٢٢".
٥ ابن خلدون "٢/ ٣٠٦"، تاج العروس "٦/ ٢٨٧، ١٠/ ١٣٥"، الصحاح "٢/ ٤٧٧"، لسان العرب "١٨/ ٣٠٩"، الاشتقاق "١٧١".
٦ الاشتقاق "ص١٧١"، جمهرة "ص٢٤٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>