للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت السنة التي بنوا فيها الكعبة، فأرخوا بها١. وهو من الرجال الذين نعتوا بين قومهم بـ"زاد الركب"؛ لأنه كان يُقري المسافرين الذين يسافرون معه٢.

ومن أبناء "هشام بن المغيرة" المذكور "أبو جهل" و"الحارث بن هشام". أما "الحارث بن هشام" فقد عرف بالكرم والجود. ذكر أن داره كانت مفتوحة للضيوف يدخلون, وإذا جفانٍ مملوءة خبزًا ولحمًا, وهو جالس على سرير يحث الناس على الأكل. ويروى أن "أبا ذر" قدم مكة معتمرًا، فقال: "أما من مضيف؟ " قالوا: "بلى كثير, وأقربهم منزلًا الحارث بن هشام". فأتى بابه، فقال: "أما من قِرًى؟ " فقالت له جارية: "بلى". فأخرجت إليه زبيبًا في يدها. فقال: "ولِمَ لَمْ تجعليه في طبق؟ " فعُلم أنه ضيف, وقالت: "ادخل" فدخل, فإذا بالحارث على كرسي وبين يديه جفانٍ فيها خبز ولحم, وأنطاع عليها زبيب. فقال: "أصب" فأكل, ثم قال: "هذا لك". فأقام ثلاثًا ثم رجع إلى المدينة، فأخبر النبي خبره، فقال: "إنه لسري ابن سري, وددت أنه أسلم"٣. وكان نديمًا لحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد٤.

وأما "أبو الحكم: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن مُرَّة"، فكان من رجال "بني مخزوم" المعدودين ومن المعادين للإسلام، بل كان على رأس أشد الناس عداوةً للرسول، وقد كناه الرسول بـ"أبي جهل" لأنه كان يكنى قبل ذلك بـ"أبي الحكم" فاشتهر بهذه الكنية، حتى لم يعد يعرف إلا بها في الإسلام٥. وكان من المقتسمين، وهم سبعة عشر رجلًا من قريش اقتسموا عقاب مكة, فكانوا إذا حضروا الموسم يصدون الناس عن رسول الله, وفيهم نزلت: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} ٦.


١ المحبر "١٣٩"، الأغاني "١٥/ ١١".
٢ الاشتقاق "٩٢".
٣ المحبر "ص١٣٩ وما بعدها", نسب قريش "٣٠١".
٤ المحبر "ص١٧٦".
٥ المحبر "ص١٣٩"، البلاذري، أنساب "١/ ١٢٥".
٦ المحبر "١٦٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>