للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضرب المثل بحسنها، فقيل: "خذوه ولو بقرطي مارية". وقالوا: وكان في قرطيها مائتا دينار١.

وذكر البطليوسي أن الحارث كان يسكن البلقاء. وبها بني "الحفير" ومصنعة بين "دعجان" وقصر أبير ومعان٢، وكان حكمه على رأيه عشرين سنة٣. وهو دون العدد الذي يقدره الباحثون لحكمه، حيث قدر بأربعين سنة؛ إذ حكم على تقديرهم من حوالي السنة "٥٢٩" حتى السنة "٥٦٩" للميلاد٤.

ويشك بعض الباحثين في صحة نسبة الأبنية الذكورة إلى الحارث؛ إذ يرون أنها من عمل شخص آخر. غير أنهم يرون احتمال بنائه للقصر الأبيض في "الرحبة". ولقصر الطوبة٥.

وجعل "ابن دريد" للحارث بن جبلة من الولد: النعمان والمنذر والمنيذر وجبلة وأبا شمر، ذكر أنهم ملوك كلهم٦.

وذكر الأخباريون أن الحارث بن مارية الغساني، كان قد اجتبى أخوين من بني نهد اسمهما حزن وسهل، وهما ابنا رزاح، فحسدها زهير بن جناب الكلبي وسعى بهما لدى الحارث، وأظهر له أنهما عين للمنذر ذي القرنين عليه حتى قتلهما. ثم تبين له فيما بعد بطلان قول زهير، فطرده من عنده. واسترضى الحارث والد القتيلين رزاح، وأبقاه عنده، فلم يطق زهير على ذلك صبرًا، حتى تخلص منه بمكيدة انتهت بقتل الحارث له وبرجوع زهير إلى ما كان عليه٧.

وهي قصة من هذه القصص التي يرويها الأخباريون تشير إلى معاصرة زهير للحارث وللمنذر الأكبر ذي القرنين، أي المنذر بن ماء السماء.

وقد ذكر ملالا أن الحارث بن جبلة حاربت "المنداروس" "alamundarus" "alamoundros" أمير عرب الفرس، وانتصر عليه في شهر نيسان من سنة "٥٢٨م"٨، وذكر معه اسم أميرين، هما: "جنوفاس" "jnophas"،


١ المحبر "ص٣٧٢"، البرقوقي "ص٣٠٩".
٢ حمزة "ص٧٨"، البطليوسي "ص٧"، provincia arabia, ii, s. ٨
٣ البطليوسي "ص٧"، حمزة "ص٨٧".
٤ Provincia Arabia, II, S. ١٧٤
٥ Probincla Arabia, II, S. ١٧٤
٦ الاشتقاق "٢٥٩".
٧ الأغاني "٥/ ١١٨ وما بعدها".
٨ غسان "ص١٠" Melalas, ٢, ١٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>